الطاهر حسن التوم يكشف تفاصيل الحلقات المحذوفة من برنامج (حال البلد)

الخرطوم : عين السودان

كشف الاعلامي المعروف الطاهر حسن التوم تفاصيل الحلقات المحذوفة من اليوتيوب لبرنامج (حال البلد) الذي كان يبث على شاشة (سودانية 24). وقال الطاهر في مقال تم نشره على صفحته الرسمية بالفيسبوك وعنونه ب: (علي عثمان وسودانية ٢٤ : شهادتي للتاريخ): (رسائل عديدة وصلتني متسائلة مستنكرة حذف حلقتين من برنامج (حال البلد) من مكتبة قناة سودانية 24 على اليوتيوب، والتي تمثل الذاكرة المرئية والأرشيف المفتوح لجمهور القناة ومتابعيها. أما الحلقتان فأولاهما كان ضيفها الشيخ أ. علي عثمان محمد طه، وثانيتهما كان ضيفها مولانا أحمد هارون، شفاهما الله وعافاهما، وقد تم بث الأولى في الثامن من يناير 2019م، والثانية بثت في العاشر من أبريل 2019م، قبيل بيان الفريق أول عوض ابنعوف النائب الأول ووزير الدفاع -الأسبق- بساعات. وأيا ما كان تقدير ونية الفاعل لهذا المحو من خوف أذى أن يستمر، أو طمعاً في نيل رضاً مأمول ومرتجى، فقد دل فعله على ضعف شديد في الحساسية بالتاريخ، فقيمة هاتين الحلقتين تحديداً، أنهما اليوم قد باتتا في مقام الوثيقة التاريخية، تلك التي تستوجب حفظهما والعناية بهما، لا محوهما وإزالتهما وإخفاءهما، لا سيما وقد رافق بث هاتين الحلقتين جدل كثيف ما زال صداه يتردد حتى اليوم). وأضاف الطاهر: (وأجدني مدفوعا بهذا الفعل المؤسف إلى التنادي؛ تناصرا للحرص على حماية الذاكرة المرئية وغير المرئية لرجال وأحداث لعبوا ولعبت دورا هاما وخطيرا ومؤثرا في تاريخ بلادنا السياسي. لقد نال الشيخ علي عثمان محمد طه بدافع من هذه الحلقة من الأذى والتجريح الشيء الكثير، ضمن حملة إسفيرية مسعورة منظمة، تقول مستندة لمقطع مجزوء ومبتور عن تمامه بأن علي عثمان قد هدد الشعب السوداني بكتائب “الظل”. وإذا كانت محاولتنا في تلك الأيام، في تبيان كذب هذا القول وإفكه من منبرنا الوحيد، وبجهد فردي محدود؛ قد ضاع بسبب من تلاحق الأحداث، وشدة وقوة وكثافة ومهارة الحملة الإسفيرية المضادة؛ مع الجو السياسي المحتقن، فإن محو هذه الحلقة الوثيقة يستوجب علينا اليوم شهادة للتاريخ، فقد صار الحدث كله في ذمة التاريخ، حتى لا تضيع الحقيقة، وحتى يستبين المنصف المدقق ما قيل، لا سيما وأن صاحب القول؛ حبيس منذ عام ويزيد بلا محاكمة، بل وازداد الأمر سوءا بالإهمال الذي جعله اليوم مع عدد من إخوانه أسرى السجن والمرض بوباء الكورونا القاتل، وقد بح الصوت من قبل تحذيرا من هذا الذي قد صار، مما يؤكد شكوكا عريضة تقول بأن السجان يريد لخصمه السياسي القتل سياسياُ بإشانة السمعة وتلفيق التهم دون محاكمة عادلة، وكذلك القتل بالمرض بتركه حبيس السجن، مهملا، في وضع صحي سيء، دون مراعاة لحقوق الإنسان التي كان صوتهم جهيرا في المناداة بها إبان جلوسهم في كرسي المعارضة. وهو سلوك ظننا أنّ اليسار تطهّر من وزره، بعد موت الرئيس الأزهري في المستشفى وهو سجين؛ ونعيه في بيان مخجل على أنه، “المعلّم بوزارة التربية”. ولكنّ التاريخ يعيد نفسه في بلادنا، مدفوعاً بمبررات الضغينة السياسية الساذجة، وهذا حديث آخر). وقال الطاهر: (لم يعرف عن علي عثمان محمد طه في الفضاء العام طوال خمسين عاما قضاها في العمل السياسي غلظة في القول، أو حدة في العبارة، بل كان -ربما بحكم دراسته للقانون وعمله في القضاء العام- الواقف والجالس شديد الحذر في حديثه ودقيقا في مفرداته وحصيفا في عباراته، مع قلة الحديث ومحدودية إطلالته الإعلامية، ولذا دائما ما كان يشيع عنه وصف الصامت صاحب “البطن الغريقة”، ومن الطرائف أنني سألت يوما أستاذنا محمد أبو القاسم حاج حمد؛ إن كان لديه قدرة في استبانة موقف علي عثمان من ما يقول ويكتب في الصحف، فقال لي ضاحكا إنه يستطيع ذلك في لقاءاته المباشرة عن طريق قراءة دلالة “هز الراس” مع حركة الوجه انبساطاً أو انقباضاً. وأذكر أنني نصحت د. منصور خالد رحمه الله بشفرة حاج حمد عندما شكا لي في جلسة خاصة من عسر معرفة ما يفكر فيه علي عثمان محمد طه، وعندما وصفه لي “بالباطني” قلت ضاحكاً ومبرراً: إن الشيخ “صوفي” بامتياز .. والصوفي في ثقافته الصمت وقلة الكلام). وأضاف الطاهر: (لقد كان علي عثمان في كل المقابلات التي أجريتها معه، وفي كل ما تابعت له وشاهدت من مقابلات ولقاءات، شديد الحرص على كلماته، يقبضها ثم يرسلها بمهل وروية ومن غير اندفاع، حتى إنه قد غلب علي الظن بأنه يقوم بالإعداد لمقابلاته الإعلامية، كما يعد الإعلامي لمحاوره، وأذكر أن صديقنا الأستاذ عماد سيد أحمد السكرتير الصحفي الأسبق للرئيس البشير، قد عمل فترة طويلة في المستشارية الإعلامية للقصر كان قد ذكر لي بأن علي عثمان يحرص على الاطلاع ومتابعة كثير مما يكتب ويقال قبيل أي لقاء إعلامي، ويزداد الأمر حال رغبته عقد مؤتمر صحفي). وقال الطاهر: (إن شهادتي هذه، عن خطاب الرجل إعلامياً، وعن تعبيره سياسيا، ليست، وبلا أدنى ريب، دفاعا عن نهجه واختياراته ومواقفه السياسية، فما لهذا كتب هذا المقال، ولست المؤهل لذلك إذا رغبت، إذ لم يجمعني بالشيخ علي عمل “حزبي” على الإطلاق، فقد كان آخر عهدي بالعمل الحزبي الحركة السودانية المركزية (حسم) بجانب أستاذنا محمد أبو القاسم حاج حمد رحمه الله. ولم يجمعني به كذلك عمل “تنفيذي”). وأضاف التوم: (نقول للتاريخ إن خطاب علي عثمان في تلك الحلقة كان خطابا تصالحيا؛ داعيا للحوار حافزاً له، متفهما للاحتجاج والتظاهر، معتذرا عن أسبابه ودواعيه. وللذين يقولون إن علي عثمان قد هدد الشعب السوداني في هذه الحلقة، نقول: بأنه قد حدث العكس تماما! فقد اعتذر للشعب السوداني عن الضيق الذي سببته الصفوف وانعدام السيولة. لقد خاطب علي عثمان بحديث المواجهة والتهديد جيش الحركة الشعبية ممثلا في الكوماندر ياسر عرمان الذي كان قد وصف الإنقاذ وقتها “بالفريسة”. مذكرا له بكتائب الدفاع الشعبي أو كتائب الإسناد والظل. مؤكدا لهم أن من بقي من تلك المجموعات ليسوا طلاب دنيا أو سلطة بل لديهم القدرة والرغبة للتضحية من أجل وطنهم وفكرتهم مثلما فعل إخوانهم من قبلهم. قال علي عثمان: (56:20)
(إن الذين يتحدثون الآن عن أن الكبش يريدون ذبحه، وأقول لهم إن الإنقاذ ليست كبشاً، وليست فريسة **لياسر عرمان* الذي *يتحدث عن فريسة* ، ليست فريسة، طريدة في الغابة، وليست كبشاً يشترونه من طرف السوق ولكنه نظام له من إيمانه بربه، من ثقته بشعبه، من إنجازه واعترافه بما أنجز، واعترافه بما أخفق، ومن رجاله ونسائه الذين يحمونه ويفدونه، ليس فقط أولئك الذين سقطوا أو ارتفعوا في ميادين الشهادة ويظن الناس أنهم قد ذهبوا، وأن الذين بقوا هم تجار السلطة وأصحاب الغنائم، أقول لهم لا تلمزوا القناة. الآن هذا النظام تحميه كتائب ومجموعات، هي على استعداد للتضحية ليس فقط هي تقف من وراء مؤسسات الدولة، نعم هي مطلوب منها أن تقوم بدورها في دفع الحياة المدنية العادية في تسيير دولاب الحياة، ولكن هناك كتائب ظل كاملة، يعرفونها، وأحسن نقول ليهم هي موجودة، تدافع عن هذا النظام إذا ما احتاج الأمر لتسيير دولاب العمل، تدافع عن هذا النظام إذا ما احتاج الأمر أن تقوم بمهام العمل المدني، وتدافع عن هذا النظام حتى إذا اقتضى الأمر التضحية بالروح).. انتهى كلامه). وأضاف الطاهر: (ضمن حملة التضليل الإعلامي تم بتر الكلام ليبدأ لا من حديثه مخاطبا ياسر عرمان بل من قوله (أقول لهم لا تلمزوا القناة. الآن هذا النظام تحميه كتائب ومجموعات هي ..إلخ) مستغلين حالة الاستطراد في الحديث والتي تجعل مسافة تسمح بقطع سهل ومريح عن مقدمته، واضعين كل هذا تحت عنوان (علي عثمان يهدد الشعب السوداني) معززا بنشر كثيف يجعل من الكذب صدقا ومن الباطل حقا، متكئين على مفردة كتائب (الظل)، يرسمون بها رسومات عديدة ممعنة في الغموض والغرائبية، برغم شيوع المفردة في العلوم السياسية في سياق إيجابي وليس سلبيا من جنس القول (حكومة الظل). ولم يكن لأحد مع حجم وكثافة النشر وشدة الاحتقان في المشهد أن يذهب إلى أن علي عثمان يخاطب عدوا مسلحا وليس شعبا محتجا، وأن كتائب الظل وصفا يصح على كتائب الإسناد المدني والدفاع الشعبي. بالرجوع إلى الحلقة مثار الجدل، وبعد تفريغها نصاً نجد كما ذكرنا روحا تصالحية، وخطابا يدعو للحوار ويفتح الباب للتسوية لا التهديد ولا الوعيد الذي زعموه، والشواهد التالية دليلنا لكل ما قلنا سابقا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × اثنان =