الطيب مصطفى : دور المهدي والدقير في تصحيح المسار ووقف جرائم لجنة ازالة التمكين!

الخرطوم : عين السودان

اكاد اجزم ان نشطاء ما يسمى بلجنة ازالة التمكين ومن يقفون خلفهم من قيادات قحت يهدفون الى شي، واحد ، لا ارى غيره ، هو أن يضطروا الطرف الآخر ، بعد أن بلغ الصبر منتهاه والروح الحلقوم ، الى حمل السلاح لمواجهة الظلم وشريعة الغاب التي تحكم البلاد اليوم بعيدا عن سلطان القانون ، وما اظن اولئك النشطاء يفعلون ذلك الا لتحقيق أمر خطير يضمرونه ويرتبون له ، مع جهات خارجية ، للنيل من هذه البلاد المنكوبة بنزقهم وتصرفاتهم الصبيانية.
ماذا يعني بربكم ان يصادر منزل طبيب استشاري ، ظل ولا يزال يقيم ويعمل في بريطانيا منذ بضع وثلاثين عاما ، بنى خلالها بيته الذي صادرته لجنة قحت؟!
ذلك هو دكتور صديق حسن احمد البشير الذي يعاقب ب(جريرة) أنه شقيق الرئيس السابق عمر البشير في دولة قرقوش التي اجزم أن السودان لم يشهد لها مثيلا منذ الاستقلال.
ذات الشيء تكرر مع شقيقه محمد حسن الذي غادر السودان الى دولة الامارات عام 1974 بعد التخرج في جامعة الخرطوم وعاد الى السودان بعد اكثر من ثلاثين عاما من الاغتراب شغل خلالها منصبا مرموقا وبنى منزله المصادر اليوم من قبل لجنة نشطاء قحت!
صهرهم التقي العابد نورالدائم ابراهيم الذي مارس العمل في المقاولات قبل الانقاذ بنحو عشر سنوات تصادر ممتلكاته وداره كذلك بتشف غريب ينم عن حقد دفين وظلم عظيم.
كثر تعرضوا لحملات الانتقام والتشفي بصورة انتقائية عجيبة اذكر منهم على سبيل المثال خبير منظمة الصحة العالمية ومدير جامعة الخرطوم الأسبق ومنشيء اكثر الجامعات الخاصة شهرة ومكانة في السودان ورجل الانجاز الصحي الباذخ بروف مامون حميدة الذي بدلا من ان ينصبوه وزيرا للصحة مكان الجهلول اكرم الذي لا يحسن شيئا ولا ينطق خيرا والذي دمر الخدمات الصحية ، يسجنوه لمدة عام بدون اتهام ثم يصادروا ممتلكاته في تشف وغل حقود وانتقائية ظالمة .. ليتهم علموا ما تحمله شرعة ربهم التي تنكروا لها ، من عدالة مطلقة تقيم الوزن بالقسط وتقتص من المسلم المسيء وتنصف غير المسلم البريء كما حكى قرآن ربنا سبحانه والذي حذر من انتقائية العدالة :(وَلَا یَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ عَلَىٰۤ أَلَّا تَعۡدِلُوا۟ۚ ٱعۡدِلُوا۟ هُوَ أَقۡرَبُ لِلتَّقۡوَىٰۖ)
لا تحزن يا بروف فنحن في زمن الانحطاط الذي يحتفى فيه بعبدة الاوثان ويشاد بثقافة المريسة ويزاح فيه القرآن من المناهج ويستبدل بالفلسفة والمنطق والموسيقى.. لا تحزن يا صديقي فمن يشينون سمعتك من نشطاء لجنة التمكين بأحاديث الافك عبر اعلامهم الفاجر وقطيع صبيانهم القصر لا يساوون غرزة في نعلك كما قال الامام الشافعي.
هل انسى الحاج عطاالمنان الذي تشهد عليه انجازاته الوطنية الباذخة ام احمد هارون الذي تشهد كردفان الغرة بعطائه الوفير والذي لم يشفع له مرضه الخطير ويخفف عنه حقد اولئك الأشرار.
اكتفي بهذه الأمثلة ، وهناك عشرات غيرها تكشف جانبا من روح التشفي والانتقام وتجاوز القانون ، لا لأسال رئيس اللجنة ياسر العطا الذي سبق أن سألته مرارا ، محسنا به الظن : لماذا تتحمل المسؤولية عما يفعله اولئك النشطاء ، ولكن لا فائدة ترجى من الرجل فقد (عرفنا الفيهو) ، إنما لأسال قياداتهم السياسية التي لطالما تحدثت عن دولة القانون.
هل يرضى القيادي في قحت عمر الدقير ما تقترفه لجنة ازالة التمكين من جرائم تقشعر لهولها الابدان ، وهل ذلك السلوك هو ما اراده للدولة التي ظل يبشر بها من خلال احاديثه المتلفزة والمكتوبة ، وهل حدث ان صودر منزله خلال فترة حكم الانقاذ وشرد اطفاله؟!
ابراهيم الشيخ ، الذي اقر بلسانه بامتلاكه اكثر من (400) دكان اقتناها خلال فترة الانقاذ بخلاف عماراته الشاهقة ، هل صودرت تلك الممتلكات خلال فترة حكم الانقاذ ناهيك عن داره الفسيحة؟!
اقول للرجلين ، ولا انسى ان اضم اليهما السيد الصادق المهدي الذي يسري عليه كل ما قلته عن الدقير وابراهيم الشيخ ، اقول إما انكم غير راضين عن احتقار وتجاوز للقانون ، مما يقتضي أن تصححوا هذه الجرائم المنكرة وبصورة فورية من خلال قرارات عاجلة تعيد الأمور الى نصابها .. وإما انكم راضون عن أداء تلك اللجنة من خلال سكوتكم على ممارساتها ، بل من خلال اجازتكم لقوانين ازالة التمكين الظالمة التي داست حتى على وثيقتكم الدستورية المعيبة.
ما يرجح الخيار الثاني الذي ستحاسبون عليه ولو بعد حين ، صمتكم عن تعطيل المحكمة الدستورية الذي لا اشك في أنه مقصود لذاته حتى يحال بين المواطنين وبين الطعن في تجاوز الدستور والقانون وفي ممارسات سلطتكم العاجزة والظالمة.
اما سمعتم للاصوات الناقدة
من كبار قانونييكم امثال نبيل اديب وسيف الدولة حمدناالله وغيرهما عن وجوب الرضوخ للقضاء عند التنازع حول المال والممتلكات والاراضي بدلا من سلب سلطات منظومة العدالة بما فيها النيابة والقضاء والتحري؟!
ثم هل يجوز قانونا واخلاقا شيطنة المتهمين والمصادرين وتشويه سيرتهم والاساءة اليهم عبر (اعلام الدولة) الاذاعي والتلفزيوني المحتكر لمنسوبيكم ونشطائكم وصبيانكم والذي لا يتيح فرصة للطرف الاخر سواء المعتقل في سجونكم او حتى لوكلائهم من المحامين ناهيك عن خصومكم السياسيين ، وهم مواطنون يتحدونكم بصدقهم وطهارتهم ووطنيتهم؟! هل ترضون أن تصادر ممتلكاتكم بدون قضاء وتشيطنوا وتشان سمعتكم أم انه التطفيف والكيل بمكيالين رغم شعارات الثورة المختطفة والمغتصبة ورغم الدماء التي اريقت هباء؟!
ثم اود أن اسأل وأنا في حالة يتنازعني فيها الضحك والبكاء على حال دولة البصيرة ام حمد التي تحكمون .. هل انتم من قام بتعديل قانون ازالة التمكين بما يجرم ويعاقب بالسجن لمدة قد تصل الى عشر سنوات كل من يجرؤ على مجرد القدح في تصرفات او افعال لجنة ازالة التمكين او حتى المتعاونين معها؟!
لم اطلب رأي الرئيس البرهان حول الظلم الذي يمارس أمام ناظريه في الدولة التي انتزع ملكها ولم يحسن قيادها ، فقد جفت حلوقنا ونحن نلاحقه بالرسائل والمخاطبات بلا فائدة.
اقول لهؤلاء جميعا إن الأيام دول ولن تدوم لكم كما لم تدم لسابقيكم ، فهلا رحمتم وطنكم وشعبكم وترفعتم عن مراراتكم وشح انفسكم الأمارة بعيدا عن اسلوب الاقصاء والانتقاء السائد الآن ، وهلا اوقفتم صغاركم في لجنة ازالة التمكين وغيرها من حماقاتهم وطيشهم الذي اخشى من عواقبه على امن وطننا المأزوم؟
اقول في الختام لتحالف قحت ، ولمجلسي السيادة والوزراء إن الاسلاميين هم الأعقل في الساحة ، والاعلم بالمهددات والأخطار الأمنية التي يمكن ان تحيل السودان بهشاشة بيئته الاجتماعية المحتقنة الى قطعة من اللهب ، والأقدر على كبح جماح انفعالاتهم والاكثر تدينا وورعا من الولوغ في الدماء تجنبا للانزلاق في اتون حرب اهلية لا تبقي ولا تذر ، ولن يكرروا الانقلاب العسكري فقد اتعظوا ، كما انهم اعزة واولو قوة وبأس ولا تستطيع قوة بشرية ان تقتلعهم من ارض السودان والحديث ذو شجون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × واحد =