رسائل البرهان .. في بريد من؟

الخرطوم : عين السودان

خرج رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عن صمته في لقاء تنويري لقادة المنظومة الأمنية بالبلاد، حيث درجت العادة ان يقوم القائد العام في كل فترة بتنوير قادة القوات النظامية عن القضايا الراهنة والملحة، ارسل من خلال اللقاء عدد من الرسائل خصوصا بعد التسريبات التي تحدثت عن احباط المؤسسة العسكرية لمحاولتين انقلابيتن بجانب ان البرهان من خلال التنوير اراد ان يبث التطمينات وتاكيد موقف المؤسسة العسكرية ووقوفها الي جانب نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو في مهمته الجديدة في رئاسة الالية الاقتصادية.. احاديث البرهان حملت أيضاً رسائل اخري مبطنة الي قوي الحرية والتغيير بجانب المعارضة التي ترغب في التغيير عن طريق الانقلاب.

تقرير:ايمن المدو

اخترقات ايجابية.

وفي هذا الصدد يقول القيادي بقوي الحرية والتغيير رئيس المكتب السياسي لحزب الامة القومي محمد المهدي بان البرهان قصد من اللقاء ارسال رسائل في بريد القوي السياسية التي شككت في مقدرة المؤسسة العسكرية في احداث اختراقات ايجابية لمعالجة الاوضاع الراهنة خصوصا بعد عودة الفريق حميدتي الي رئاسة الالية الاقتصادية مبينا ان البرهان حاول في حديثه ان يلفت الي ان المنظومة الامنية في البلاد تعمل وفق تناغم تام بجانب انه يريد ان يسكت الاصوات التي كانت ترفض وجود حميدتي في الالية الاقتصادية المتمثلة في بعض القوي السياسية.

ادوار المؤسسة العسكرية

بالمقابل يري الخبير في الدرسات الاستراتجية والعسكرية اللواء (معاش) محمد عباس الامين ان الفريق اول عبد الفتاح البرهان حاول من خلال تنويره توجيه رسائل للعسكريين والمدنيين في ذات الوقت حيث طالب البرهان في رسالته الي القوي السياسية المكونة لقوي الحرية والتغيير ان تتحمل مسؤلياتها تجاه التغيير الذي حدث كما حملت الرسالة الاخري تطمينات لقيادات القوات من قبل القائد العام بان لا مجال الي اي انقلاب عسكري واكد عباس ل(آخر لحظة) ان حديث البرهان انصب في مجمله نحو اهمية تماسك المنظومة الامنية والدفاعية في البلاد مع التاكيد علي قضية ان الادوار المهمة للمؤسسة العسكرية في المرحلة الحالية والتي ليس من بينها ممارسة العمل السياسي او احداث انقلابات.

جس النبض

بينما يلمح المحلل السياسي استاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين البروف حسن الساعوري الي ان احاديث البرهان للضباط تأتي نتيجة ارهاصات عديدة من بينها عدم التناغم بين المكون العسكري والمدني في الحكومة بجانب التسريبات التي تحدثت عن احباط الجيش الي محاولتين انقلابيتن موخرا وهذا كله يقراء مع حديث عودة مدير المخابرات السباق صلاح قوش الي البلاد وتقلده الي منصب رئيس الوزارء بدلا عن عبد الله حمدوك ويشير الساعوري الي ان كل تلك القضايا المزعجة جعلت رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة التفكير فيها بمحمل الجد من خلال عملية جس نبض قيادات الجيش ومعرفة اتجاهاتهم المختلفة دون انتظار تقارير هيئة الاستخبارات العسكرية عن تحركاتهم التي قد تكون محتملة نتيجة الاوضاع الحالية والتململ العام الذي بدء يطرأ هنا وهناك من قبل بعض قطاعات الشعب عن اداء الحكومة وفشلها في كافة الملفات الامر الذي يجعل القوات المسلحة تتحسب الي
كل الاحتمالات.

حماية الثورة

وكان البرهان قد اكد في حديثه علي وحدة وتماسك المنظومة الأمنية وبقائها علي عهدها مع الشعب السوداني في حماية التغيير ومكتسبات الثورة والزود عن الوطن والمحافظة علي وحدته وقد حضر التنوير
النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو وأعضاء مجلس السيادة الانتقالي الفريق الركن ياسر العطا والفريق مهندس إبراهيم جابر إلي جانب رئيس هيئة الأركان الفريق أول ركن محمد عثمان الحسين والمديرين العامين لمنظومة الصناعات الدفاعية وقوات الشرطة وجهاز المخابرات العامة والقادة برتبة الفريق لكافة القوات النظامية.

رسائل البرهان

وبعث البرهان بعدة رسائل في بريد المشكيين في وحدة وتماسك مكونات المنظومة الأمنية والتي قال إنها علي قلب رجل واحد وقطع الطريق أمام أي جهة تسعي للمزايدة أو محاولة إختراق مكونات المنظومة الأمنية والتشكيك في قوميتها أو ولائها للوطن مؤكدا بعدها عن الجهوية والعنصرية والولاء السياسي مشيرا إلي أن من يروجون لمثل هذه الشائعات هدفهم الحيلولة دون قيام هذه المنظومة بأي أدوار إيجابية تعبر بالبلاد من هذه المرحلة الدقيقة التي تتطلب تكاتف الجميع من أجل تحقيق تطلعات الشعب السوداني وأهداف ثورته وإرادته في التغيير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة + 11 =