الطيب مصطفى: بين وجدي صالح وبنت البوشي والجنجويد!

الخرطوم : عين السودان

هل تذكرون ذلك الفيديو الصاخب الذي شن فيه وجدي صالح القيادي بحزب البعث هجوماً ضارياً على قوات الدعم السريع الذين وصفهم بأقذع الألفاظ وقال فيهم ما لم يقل مالك في الخمر وسماهم بالجنجويد وبالمرتزقة الذين يحمون نظام الإنقاذ ويفتكون بالحركات المسلحة في دارفور وجبال النوبة وغيرها؟! ذلك كان أيام (النضال الكذوب) قبل سنوات ولكن كيف هو الحال اليوم؟!
] فجأة، وبدون أي مقدمات، انقلب وجدي صالح، العدو القديم للدعم السريع، والذي أصبح في غفلة من الزمان احد قيادات نظام قحت الحاكم الآن، انقلب على عقبيه واصبح ولياً حميماً ومنافحاً شرساً عن الدعم السريع الذي تحول من (جنجويد ومرتزقة) الى كائن ملائكي بات وجدي من اكثر المدافعين عنه وعن افعاله السابقة واللاحقة بما في ذلك تصديه (للتمرد في دارفور) ذلك التمرد الذي لطالما كال وجدي السباب للدعم السريع لقيامه بالحاق الهزائم به في قوز دنقو ووادي هور وغيرهما.
] بالطبع لم ينس وجدي الاشادة بما قام به الدعم السريع مما سماه بانقاذ لبورتسودان وبأهمية اعتبار الدعم السريع (حقيقة وواقعاً ينبغي التعامل معه)!
] صدقوني، إنهم كلهم هكذا، الا من رحم ربك، يغيرون مواقفهم بأيسر مما يغيرون ملابسهم ويتلونون كالحرباء بل ايسر، فماذا تتوقع ممن لا خلاق له من بني علمان غير ذلك؟!
] أكتب هذه الكلمات عن ذلك الرويبضة وانا اشاهد صنيعه ورفاقه الأقزام، وهو يعلن حل منظمة الدعوة الاسلامية.. ذلك الصرح الاسلامي العريق، فوالله وتالله كأني ارى ما يحيق بذلك الرويبضة ورفاقه المحادين لله ورسوله ودعوته، في الدنيا والآخرة، وستذكرون ما اقول لكم.
] هل تذكرون ذلك الفيديو المثير لحامي حمى العلمانية ونصير (ثقافة المريسة) نصرالدين عبدالبارئ والذي هاجم فيه من سماهم بالجنجويد الذين كان يقصد بهم الدعم السريع؟!
] قد نتفهم أن يغير المرء مواقفه تجاه جهة معينة وفقاً لتغير الظرف التاريخي ولكن لا يمكن ولا يجوز أخلاقياً وسياسياً تغيير الوقائع التاريخية، بمعنى أن يغير الموقف تجاه واقعة محددة من اعتبارها فعلاً شيطانياً الى فعل ملائكي إلا إذا حدث انقلاب في العقيدة الفكرية او السياسية لصاحب الموقف مثل أن يتخلى عن افكار حزب البعث بعقيدته اليسارية العلمانية مثلاً ويثوب الى ربه ويبتعد عن فكر الزنديق ميشيل عفلق.
] لا يقتصر الامر على وجدي وعبدالبارئ وغيرهما من قبيلة (دعوني أعيش) انما على معظم القحاتة الذين لا اود في هذه العجالة أن استرسل في فضح مواقفهم السابقة المعادية للدعم السريع مثل تغريدات بنت البوشي إبان فترة اعتصام القيادة ضد العسكر والدعم السريع الذين وصفتهم بـ(الجنجويد) ودمغتهم باوصاف نابية ضجت بها الاسافير وتم تداولها على نطاق واسع!
] إنها السلطة التي تعمي من يتعبدها وتلوي اعناق الرجال، خاصة عندما يخالطها بريق الذهب والمال، فما ابلغ المقولة الشعبية الساخرة (الكاش يقلل النقاش)؟!
] إننا إذ نكشف مواقف هؤلاء القحاتة لا نبتغي غير تنبيه الناس الى حقيقة هؤلاء الأدعياء الذين يجيدون رفع عقائرهم بالشعارات التي لا يبتغون بها غير المتاجرة لتحقيق اجندتهم الرخيصة سيما وأنهم لا يصدرون عن مبادئ او اخلاق ذلك أن من كانت الدنيا اكبر همه ومبلغ علمه لا تتوقع منه غير ذلك السلوك المتقلب وغير الأخلاقي وفق ما تمليه عليه المصلحة الشخصية ولذلك فانهم سرعان ما يغيرون مواقفهم متى ما تغير اتجاه الريح،فأينما كانت المصلحة الشخصية فثم موقفهم!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − 3 =