الإنتخابات الأمريكية تدخل مرحلة معركة الأيدي والأرجل والفضاء الإلكتروني الخطير

الخرطوم: عين السودان

بالأمس إنتهت المعارك ” الكلامية” والعروض المسرحية السياسية التى إستمرت خمسة أيام بلياليها قدم فيها الحزب الديمقراطي أفضل ماعنده وبرز النجوم الكبار وتباروا في إبراز نقاط القوة وحاولوا إخفاء نقاط “الضعف”. بالطبع ليس هناك من هو كامل. الكمال لله وحده. إختار الحزب نائب الرئيس السابق كمرشح رئاسى توافق الحزب عليه رغم أنه ليس الأفضل. والكل يرى أن الحزب الديمقراطي يمر بفترة عدم توازن وصراع بين الليبراليين التقدميين وحتى الاشتراكيين بقيادة ساندرز . ولكن هناك إتفاق مبدئى أن بايدن هو الأنسب لقيادة المرحلة. الرجل بلغ ال77من العمر. رغم أنه يبدو نشطاً وثابتاً ولكن لا أحد ينكر تقدم العمر وتأثيره فى القيادة والتعامل اليومي مع دولة كبرى وقارية مثل الولايات المتحدة تحتاج إلى قيادة تمتلك العديد من الصفات القيادية والاستراتيجية والكارزمية والاقتصادية المتفردة. ولكن الخطاب الذى ألقاه فى حفل التنصيب أثبت اأن الرجل يملك القدرة لقيادة البلاد ولكن هذه القيادة ليست سهلة.

وخاصة في مواجهة خصم عنيد يمكن أن ينزل إلى أى مستوى من المواجهة لتدمير خصمه. ” ارجعوا للغة التى استخدمها ضد السيدة هاريس بمجرد الإعلان عن إختيارها كنائب رئيس”. بايدن الآن في وجه المدفع في إنتظاره معركة يمكن أن تستخدم فيها كل الأسلحة الخفيفة والثقيلة والمتوسطة. السيدة كمالا تخوض تجربة سياسية قاسية. وقد تدخل التاريخ من أوسع أبوابه إذا فاز الحزب في الإنتخابات. كأول امرأة أولا وأول امرأة سوداء تتقلد هذا المنصب الرفيع. يتم إنتخابها بل وتصل إلى المكتب البيضاوى. ولا أخفى في إنتظارها معركة شرسة قبل الإنتخابات وكما ذكرت لن يتورع الحزب الجمهورى واستراتيجيه ومنظريه وسياسيه وصحفييه في استخدام كل الأسلحة ضدها. من جانبى أشفق عليها …الإعلام الأمريكى إعلام شرس…قوي …بالطبع لن يصل إلى “فظاعة” الإعلام البريطانى ولكن قريب منه. الفترة القادمة تعد من أصعب الفترات بصورة عامة وهذه الفترة بصورة خاصة. هناك إجماع على الأقل بين الديمقراطيين ومن سار في خطهم على الفشل الكامل لترمب ليس فقط فى السياسة الخارجية ولكن حتى في القضايا الداخلية مثل الرعاية الصحية’ الاقتصاد ؛ البيئة وأخيراً الطامة الكبرى الكوفيد- 19 والتى أثبت فيها فشله سواء كانت من الناحية التعامل اليومي أو السياسة العامة.وهنا يبرز دور بايدن وكمالا فى تعرية ترمب إمام الرأى العام الأمريكى وإثبات قدرة الحزب …كسياسات…كخبرة ….قادر ليس فقط على تغيير الصورة السلبية ولكن عمل دوؤب ومثابر للإصلاح ماأفسده الدهر . ولكن في المقابل هل يقف ترمب مكتوف الأيدى وراءه وأمامه آلة إعلامية ضخمة تقودها مصالح قوية تريد أن يبقى ترمب في المنصب من أجل هذه المصالح. مثل ” لوبيات” السلاح والبترول. لا أريد أن أخوض في التدخلات الخارجية من روسيا إلى أيران. القضايا التى يواجهها الحزب قضايا كبرى هناك قضايا قديمة متجددة مثل البيئة والإقتصاد وهناك قضايا جديدة مثل عدم المساواة الإقتصادية بين السود والبيض. والعنف المرتبط بالسلاح هذه القضية ” طفحت” بشدة بعد أحداث العنف الأخيرة وخاصة في المدن الكبرى نيويورك- شيكاغو- لوس انجلوس. لابد من إقناع الناخب الأمريكى أن الحزب يملك القدرة والاستراتيجية الواضحة لحل هذه الأزمات. وبصورة مفصلة ودقيقة وهناك مناظرات وأسئلة قادمة قد تكون محرجة من الصحفيين. والسؤال الآن هل يستطيع بايدن أن يرتفع إلى مستوى المسئولية الملقاه على عاتقه ليس فقط هزيمة ترمب في الإنتخابات القادمة وهذه تبدو قاب قوسين أو أدنى ولكن القدرة على إرجاع البلاد إلى المنصة الدولية ثانيا. والمساهمة الفاعلة في حل الأزمات العديدة التى خلفها ترمب وسياساته وما أكثرها. ولنا عودة.

صحيفة الإنتباهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × 2 =