يوسف السندي : (الحلو وحميدتي)

الخرطوم : عين السودان

انسحبت حركة عبدالعزيز الحلو من مفاوضات السلام في جوبا وذكرت الحركة في بيانها الموقع باسم سكرتيرها العام ورئيس وفدها التفاوضي عمار امون دلدوم بأن السبب هو قيادة حميدتي لوفد التفاوض من جانب الحكومة الانتقالية متهمة قواته بأنها تقوم بممارسات بشعة في مناطق مختلفة بالسودان! هذه الحجة بكل المقاييس باهتة وبلا لون، فحميدتي لا يشارك في وفد التفاوض باعتباره قائد قوات الدعم السريع وإنما باعتباره نائب رئيس المجلس السيادي للحكومة الانتقالية، والحكومة الانتقالية من حقها ان تختار من تشاء في وفدها التفاوضي.

لا يمكن قراءة موقف الحلو الا في إطار انه منهج مدروس للتنصل من السلام، وهو المنهج الذي اختطته الحركة الشعبية جناح الحلو منذ مفاصلتها مع جناح مالك عقار، وهو للاسف منهج إنفصالي بين وواضح لا يتوه عنه الا من في عينه رمد، إصرار حركة الحلو على حق تقرير المصير ثم لاحقا إضافتها لمطلب العلمانية اظهر هذا المنهج وجعل اللعب على المكشوف.

المرحوم فاروق ابوعيسى في لقاء كباية شاي في صحيفة التيار في عام ٢٠١٨ قبل الثورة بأيام قليلة إعترف بأن جون قرنق كان انفصاليا، شخصيا لم يكن تفجير هذا السر غريبا فقد التقيت بجنود الحركة الشعبية وانا فتى يافع في صفوف جيوش التجمع الوطني الديمقراطي ، ثم سنحت لي الفرصة أن اكون حضورا في لقاءات بين الجنود والقادة ناقشنا فيها بعض قادة التجمع من بينهم باقان اموم وعبدالعزيز الحلو ، فلم يدانيني شك من لحظتها أنني أمام رجال انفصاليون، لا يبحثون عن وطن واحد يضمهم مع بقية الشعب اسمه السودان، بل يبحثون عن أوطان خاصة بهم. فهل سننتظر حتى نسمع في المستقبل القريب اعتراف من محمد جلال هاشم او غيره من أصدقاء حركة الحلو بان عبدالعزيز الحلو كان انفصاليا؟!

صحيفة باج نيوز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان − اثنان =