هاجر سليمان : (جرد الحساب) بين مطرقة (الوالي) وسندان (حمدوك)

الخرطوم : عين السودان

تعجبت كثيراً لسلوك رئيس مجلس الوزراء د. عبدالله حمدوك الذي بات يضاهي سلوك المخلوع حينما كان رئيساً للدولة ولعل وجه الشبه بين الرجلين يكمن في تمنع كلاهما عن ملاقاة شعبهما فالبشير لم يكلف نفسه عناء الخروج بشجاعة للشعب للاستماع الى وجهة نظرهم ومن ثم الاستماع لمطالبهم وخلق حالة من الرضا وسطهم. والآن حمدوك يحذو حذو البشير ويسير على خطاه حينما تمنع عن ملاقاة الشعب الذي خرج في مليونية ضخمة تحت مسمى (جرد الحساب) وللشعب الحق في ملاقاة من كلفهم لخدمته، ولكن حمدوك لم يكلف نفسه عناء الخروج اليهم لإرضائهم ..
حينما حاولت مجموعة محدودة التسلل بالقوة الى مجلس الوزراء تم التصدي لها بالغاز المسيل للدموع وتوقيف واعتقال عدد منهم وهو إجراء قانوني طبيعي يحدث في أرقى الدول بغرض حفظ الأمن، ولكن من غير الطبيعي ان يخرج رجل الأمن الاول بالولاية وهو السيد والي الخرطوم رئيس لجنة الأمن والمسئول الأول عن خطة تأمين الولاية يخرج بتصريحات أبسط ما توصف به انها مضحكة ومخجلة ولا تخرج عن دائرة التملص من المسئولية، يا راجل عيب عليك بالله !! السيد الوالي قال ان الشرطة استخدمت القوة المفرطة يعني (ملص توب المسئولية ولبسو للشرطة الحيطة القصيرة) .
تعجبت كثيراً لما قاله الوالي نسبة لأنه رئيس لجنة الأمن ومثل هذا الحديث ينبغي ألا يخرج من شخص مثله، فهو باعتباره متورطا في كل ما حدث في ليلة جرد الحساب باعتباره رئيس لجنة الأمن بالاضافة الى انه كان يتابع كل ما يحدث لحظة بلحظة ومن داخل غرفة العمليات بالله شوف جنس الكلام ده !! (ولا انت فاكر الحكاية شنو يا زول !!)، نعم انت كوالٍ متورط شأنك شأن أي شرطي شارك في عملية التأمين وحديثكم عن اتجاه لتدوين بلاغات ضد كل عناصر الشرطة الذين يرتدون الزي المدني وهم قوات المباحث وبعض قوات الشرطة الأمنية بحجة الاعتقالات التي نفذت إبان الأحداث ليس سوى حديث للاستهلاك لا يصدر من رجل عاقل وحكيم ويطلق عليه اسم مسئول وفي المسئولين (والي)!! أمرك عجيب يا والي الخرطوم .
يبدو لي ان السيد الوالي حتى الآن لم يتفهم معنى ان يكون والياً ورئيساً للجنة أمن الولاية فهذا يعني انه بدلاً من أن يصدر تصريحات عقب مليونية جرد الحساب كان يتوجب عليه ان يتقدم باستقالته متأسفاً للشعب، فلا يغرنك أيها الشعب ما تسمع من تصريحات واتهامات متبادلة ، فالشرطة ليست وحدها المسئولة فهي تنفذ وتقوم بكل ما قامت به من خلال قوات منظمة وتحت مسئولية وإشراف النيابة والوالي نفسه لذلك الوالي متورط والنيابة متورطة ثم الشرطة كجهاز تعتبر المتورط في المرتبة الثالثة باعتبارها السلطة التنفيذية فهي تتلقى الأوامر وتنفذها فقط ، لذلك من هذا المنطلق نطالب بإقالة والي الخرطوم نسبة لأن واليا لا يتحمل مسئولية ما حدث في ولايته يجب ان يقال فوراً فلا يهمنا لصق التهم وتبادلها بقدر ما يهمنا أن يكون الرجل بقدر المسئولية ونواصل غداً …

صحيفة الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنا عشر − 5 =