الخرطوم : عين السودان

مثل خريف كل عام ظل المشهد البيئي يتكرر في كل موقع تطأ عليه الأقدام داخل أسواق ولاية الجزيرة لاسيما مدينة ودمدني التي مازالت تتنفس هواءً غير صحي من خلال اختلاط مياه الأمطار والسيول مع تجمعات الأوساخ التي تنتشر في كل شارع من شوارع المدينة التي أحالها إلى أشباح ومكب للنفايات والقمامة.
الواقع المعاش حالياً جاء نتيجة لتراكمات عديدة شهدتها مدينة ودمدني خلال الفترة الماضية عندما فشلت حكومة الوالي السابق في إيجاد مكب بعد اعتراضات عديدة علىاختيار الحكومة لمكبات واعتراض المواطنين في بعض المناطق برغم من أن الوالي أفلح في توفير عدد من العربات الضاغطة لنقل النفايات بالإضافة لبعض عربات حمل النظافة التي استجلبها الوالي الأسبق محمد طاهر ايلا من جياد والتي بدأت تتساقط منذ أول عام لها ساعد على ذلك انهيار بنية الطرق التي نفذتها حكومة ايلا والتي تحولت لبرك وحفر وخيران بعد أن أحالت الجهات الفنية الهندسية المصارف ومجاري المياه الطبيعية إلى طرق وقامت بردمها دون أن تراعي الانحدار الطبيعي للمياه والذي ظلت تتصرف عبره المياه بالمدينة منذ قيامها ناحية النيل عبر مصارف ومجاري معروفة يعلمها كل سكان المدينة الذين استوطنوها منذ سنوات.
فقد أدى ذلك التردي ومظاهر الكوش مع مياه الأمطار إلى توالد الذباب وانتشاره بكثافة في كل الأحياء كما وأن وجود البرك والمياه أسهم بصورة كبيرة في توالد الباعوض والذباب اللذين ظلا يتقاسمان الليل والنهار ونقل أمراض الخريف من ملاريا واسهالات وغيرها من الأمراض المنقولة والمعدية للإنسان.

صحيفة الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين − 13 =