رئيس لجنة العمل الميداني للجان المقاومة : الثوار غير راضين عن مردود تحالف قوى الحرية والتغيير

الخرطوم : عين السودان

] ماهي دلالات المواكب التي سيرتها لجان المقاومة في كل انحاء السودان ؟
– مواكب الامس تأتي عقب مرور عام على توقيع الوثيقة الدستورية وهذا يعني ان الثوار مارسوا جرد حساب لاداء الحكومة الانتقالية وفي ذات الوقت خرجوا لتقدم لهم كتابها خلال العام الذي انصرم من عمرها ،ماذا حققت من انجازات واين تكمن مواطن الخلل والاخفاق،كما ان مواكب الامس ارادت التأكيد على ان الثورة ماتزال محروسة ومحمية بحراسها في لجان المقاومة.
] هل تعتقد ان التوقيت كان ملائماً لخروج مواكب امس اذا وضعنا في الحسبان حرص حكومة حمدوك على التواصل مع لجان المقاومة ؟
– الكثير من الضرورات فرضت خروج مواكب امس السلمية ولا اعتقد بوجود مايمنع من ايصال الثوار في لجان المقاومة صوتهم للحكومة حتى لو كانت تستمع اليهم ،دلالات مواكب الامس كثيرة وعميقة والشارع الذي لايخون وضح انه مايزال يؤدي ذات دوره منذ اندلاع الثورة وحتى امس ،واعتقد ان مهامه بالغة الاهمية ولابد من استمراريتها .
] الحكومة الانتقالية في نظر من خرجوا امس لم تحقق المأمول ولكن الا تعتقد ان ثمة ظروفاً حالت بينها وتقديم اداء مقنع خلال العام الذي مضى ؟
– نعلم ان الكثير من التحديات والصعوبات ماتزال قائمة وقد احاطت بالحكومة احاطة السوار بالمعصم ولكن هذا لايعني بكل تأكيد عدم لفت نظرها من قبل لجان المقاومة ،نعم الوضع في السودان بالغ التعقيد وهذا بدوره انعكس على اداء الحكومة التي لم تتمكن من انجاز عدد من الملفات ومنها السلام الذي كان يفترض ان يتم طي ملفه خلال ستين يوماً ولكن لم يحدث ذلك والمسؤولية هنا لاتتحملها الحكومة الانتقالية منفردة بل الشركاء في قوى الكفاح المسلح يتحملون جزءاً من المسؤولية،وهكذا نجد ان بعض التقاطعات كان لها تأثير على اداء الحكومة الانتقالية .
] مضى عام كامل على توقيع الوثيقة الدستورية وحتى الان هياكل السلطة لم تكتمل وابرزها المجلس التشريعي ؟
– نعم ..هذه حقيقة وهذا الملف ايضاً تأثر بالتعقيدات التي يعرفها الجميع المتمثلة في رفض قوى الكفاح المسلح تشكيل المجلس التشريعي قبل التوصل الى سلام،وهناك ملفات اخرى لم يتم انجازها بالشكل المطلوب وهذا يحتم على الحكومة الانتقالية ان تتواصل مع الشعب لتخبره ماذا فعلت وماهي العقبات التي تعتري طريقها في تنفيذ المطلوبات الاخرى وماذا تريد من المواطنين،ولهذا فان المواكب التي خرجت بالامس وكما اشرت ارادت اجابات من الحكومة وايضاً لتوضح من خلاله موقفها من كل القضايا المتعلق باكمال مسار الثورة.
] يوجد من يشفق على الثورة ويخشى في ظل الاوضاع الحالية ان تتبدد ريحها وعبر عن هذه المخاوف ثوار امس في المواكب؟
– المخاوف امر صحي وهي تدفع الناس للعض بالنواجذ على الثورة والحرص على حماية شمعتها ،وان تخرج المواكب بين الفينة والاخرى لتصحيح المسار فهذا يؤكد ان جذوة الثورة ماتزال متقدة،ولكن في ذات الوقت علينا الاقرار بان مضي الفترة الانتقالية دون عقبات ومطبات امر يبدو عسيراً،ومن يتخيل انها ستبلغ غاياتها واهدافها بكل سهولة فانه مخطئ.
] لماذا ؟
– لانه توجد الكثير من التقاطعات والاطراف المتداخلة الخارجية والمحلية ،وحتى فهمنا للفترة الانتقالية متباين،لذا فانه وفي ظل التركة الثقيلة التي ورثتها الحكومة الانتقالية ووجود من يسعى لافشال الثورة وغيرها من عوامل طبيعي ان تأتي الفترة الانتقالية في ظل ظروف شائكة ولكن في النهاية وبارادة الثوار والشعب يمكن تخطي كل هذه العقبات بعد التعرف عليها.
] ولكن هذا لاينفي بطءإيقاع الحكومة ؟
– نعم يبدو ايقاعها بطيئاً وغير مقنع للبعض ولكن حينما نريد اطلاق الاحكام او نهدف للتقييم لابد من اصطحاب كافة المعطيات والظروف التي تعمل فيها هذه الحكومة والاطراف الاخرى التي لها صلة بمجريات الاحداث،ولكن رغم كل شيء فانها مطالبة بتسريع ايقاعها وتجاوز كل المطبات والعقبات لتحقيق امال وطموحات المواطنين .
] المواكب التي خرجت امس وضعت رسائلها في بريد الحكومة وفي ذات الوقت عبرت عن استيائها من اداء تحالف الحرية والتغيير ؟
– بكل تأكيد،والحرية والتغيير هي الحاضنة السياسية للحكومة وطبيعي جداً ان يوجه ناحيتها الثوار رسائلهم وان يعبروا عن عدم رضاهم من مردود التحالف وهذا شيء طبيعي ومتوقع ،الضغط الذي مارسه الشارع امس لم يكن موجهاً فقط للحكومة بل لقحت وعليها ايضاً ان تتمعن في رسائل الشارع .
] الحرية والتغيير تعاني تصدعات احبطت كثيرين اعتبروا انها انصرفت عن مهمتها الاساسية ؟
– قد يبدو اداء قحت غير مرض لكثيرين من واقع وجود تجاذبات وتباين في الرؤى اعتقد ان سببه يعود الى عدم وجود رؤية متوافق عليها فيما يتعلق بالانتقال وهذا الامر يحتم ضرورة الاتفاق على رؤية موحدة حول مطلوبات الفترة الانتقالية وهذا لن يتأتى الا بحدوث اصلاحات حقيقية وهيكلة في هذا الجسم السياسي الذي تقع عليه مسؤولية كبيرة،والمناقشات الجادة التي بدأت اخيراً وذهاب وفد الى جوبا من الحرية والتغيير للالتقاء بقوى الكفاح المسلح كلها تحركات تصب في خانة تجويد اداء التحالف .
] مكونات في الحرية والتغيير تحارب لجان المقاومة ؟
– هذا الامر غير صحيح ،لجان المقاومة تعي جيداً ادوارها والاحزاب في قحت تدرك جيداً ان اللجان هي الحارس الامين للثورة وحائط الصد امام اعاصير الثورة المضادة بل هي الجهة التي تراقب اداء الحكومة والحرية والتغيير.
] ولكن تم اقصاء لجان المقاومة من المشاركة في هياكل السلطة الانتقالية ؟
– هذا الامر محل تباين،بعض الناس يعتقد بضرورة ان تشارك في هياكل السلطة حتى تتمكن من الاسهام في تنفيذ اهداف ومبادئ الثورة ،ويوجد من يرى ضرورة ان تحتفظ لجان المقاومة بدورها في حراسة الثورة وان تكون قوة ضغط على الحكومة وقحت متى مارأت حدوث انحراف عن المسار .
] يبدو ان قحت في طريقها لوضع حد لحكومة الكفاءات والاستعاضة عنها بسياسيين ؟
– هذا جدل قديم ظل ملمحاً لكل الفترات الانتقالية بالسودان ،بدأ الحديث عن حكومة التكنوقراط قبل توقيع ميثاق الحرية والتغيير ولكن بعد ذلك وضح ان عملية الاصلاح وانزال مبادئ واهداف الثورة امر يحتاج الى سياسيين اصحاب خبرة وتجربة ،وعلى سبيل المثال فان اصلاح الخدمة المدنية يحتاج الى سياسيين اصحاب مقدرات وكذلك عملية السلام وغيرها من ملفات وضح ان السياسيين اكثر قدرة على انجازها من الموظفين .

صحيفة الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × ثلاثة =