توزيـع الدقيـق .. (تحجـيـم المافيا)!!

الخرطوم : عين السودان

قبل أسبوع أعلنت وزارة الصناعة والتجارة بولاية الخرطوم عن البدء في توزيع الدقيق عبر شركة الخرطوم للأمن الغذائي، معلنة بذلك نهاية عهد وكلاء الدقيق الذي شهد تبادل اتهامات بينهم وأصحاب المخابز عند ظهور ازمة في الخبز، وتعتبر شركة الخرطوم للأمن الغذائي شركة حكومية مملوكة لولاية الخرطوم يساهم فيها وزارة المالية بالولاية ووزارة الصناعة والتجارة والبنك الزراعي.
والشاهد خلال الأسبوع الماضي شهدت ازمة الخبز انفراجا نسبيا عقب تطبيق توزيع الدقيق عبر شركة الخرطوم بالرغم من توقف مطاحن ويتا عن العمل نتيجة لعدم توفر القمح مما أحدث فجوة في حصة الولاية من الدقيق.
تعميم التجربة
وكشف مصدر بتوزيع الدقيق فضل حجب اسمه عن بداية تعميم تجربة الشركة على بقية المحليات امس السبت بعد نجاح التجربة في محلية الخرطوم، وأشار الى ان عملية التوزيع تتم بنقل الدقيق من المطاحن الى المخبز وتسليم صاحب المخبز قيمة الدقيق لصاحب العربة التابعة للشركة، وكشف عن دفع الشركة قيمة حصة الدقيق لولاية الخرطوم مقدما للمطاحن لمدة ثلاثة أيام. بيد ان مدير وزارة الصناعة والتجارة بالخرطوم أبوبكر محمود نفى تعميم التجربة حاليا، وقال لان التجربة خاضعة للتقييم حاليا، وأكد نجاح التجربة بجانب استقرار في عمليات ترحيل الدقيق بصورة كبيرة، مشيرا الى ان التوزيع يقصد به الحصص والكوتات ويتم التعامل فيها مع لجان التغير والخدمات، جازما بانهم مازالوا يمارسون حقهم في توزيع الحصص والكوتات، لافتا الى المشكلات التي ظهرت متعلقة بإنتاج القمح بالمطاحن مما تنعكس في ظهور الصفوف، جازما بعمل معالجة عبر مد كبار المطاحن بحصص من الدقيق.
لا وكيل بعد اليوم
أصحاب المخابز تضرروا من الوكلاء وسلوكهم الهمجي وتجارتهم للدقيق عبر فوضى ضاربة الجذور في الدقيق وحصص المخابز اتهامات صوبها نائب رئيس شعبة المخابز إسماعيل عبدالله في بادرة حديثه وقال إن أصحاب المخابز ظلوا يطالبون بان لا وكيل بعد اليوم. وأعتبر توزيع الدقيق عبر شركة الخرطوم للأمن الغذائي بالخطوة الإيجابية في إطار تصحيح المسار، لجهة أن الشركة مملوكة للدولة، مؤكدا أن سعر جوال الدقيق الذي تقوم الشركة بتوزيعه أقل بكثير من السعر الوكلاء، لافتا الى أن سعر الجوال من دقيق سين وويتا وسيقا حتى المخبز بواقع ٦١٠ جنيهات مقارنة بـ٦٣٥ جنيها في السابق، أما دقيق الحمامة وروتانا يصل للمخبز بـ٦٧٠ جنيها، حاليا يصل بواقع ٦٣٥ جنيها، مؤكدا جاهزية خرطة التوزيع وان اي مخبز يأخذ حصته بشكل روتيني معروف.
ووصف من يرفضون فكرة توزيع الدقيق عبر شركات الأمن الغذائي بالوكلاء المستفيدين من فائض الدقيق وبالتالي أضرت بمصالحهم، وقال إن أصحاب المخابز يأملون في ان تعمم الفكرة في جميع المحليات.
نقص الحصة
وأقر بوجود مشكلات في حصص الدقيق نسبة لتوقف شركة ويتا بسبب عدم وجود القمح مما أحدث فجوة في الإنتاج علما أن إنتاج ويتا يبلغ ما يقارب ١٠ آلاف جوال،مشيرا الى أن الولاية حاولت تغطية العجز بدقيق حمامة بيد أن جودته رديئة جدا وغير مطابق للمواصفات، وكشف عن توقف عدد كبير من المخابز التي وزعت لها دقيق الحمامة،واتهم شركات مطاحن روتانا والحمامة بعدم الالتزام وغير مؤهلة للعمل بالإضافة الى قيام الشركتين بزيادة الأسعار والتوقف عن العمل وفقا لمزاجهم بإيقاف دقيق ٥٠ كيلو المدعوم بأعذار واهية وتنتج في ذات الوقت دقيق فئة٢٥ كيلو المدعوم، وطالب الدولة باتخاذ رؤية واضحة تجاه الشركتين.
تلاعب في التوزيع
اتهم جهات تقوم بالتلاعب في توزيع الدقيق للمخابز بشكل مفضوح في وقت لا تصل حصة الدقيق للمخابز الأخرى، وأعتبر توقف شركة ويتا عن العمل نتيجة لعدم وجود القمح بالقصور الواضح من قبل الدولة، مشددا على الجهات المسؤولة ان تضع مسألة (الرغيفة) نصب أعينهم، بإعتبار أنها أحد الركائز الأساسية التي صاحبت الثورة.
ومعلنا عن مواجهة المخابز لمشكلات كبيرة جدا في الأوزان وملاحقة السلطات الأمنية أصحاب المخابز وتعرضهم لغرامات، جازما بأن تكلفة الإنتاج زادت بنسبة ١٠٠٪،ورهن الالتزام بالأوزان بضبط أسعار مدخلات الإنتاج من قبل الدولة، وقال ان صاحب المخبز بات بين المطرقة والسندان، ودمغ بصعوبة العمل وفق تكاليف مرتفعة وبذات الأوزان، داعيا الجهات المسؤولة بمراجعة تكاليف الإنتاج، مشيرا الى وجود عقد مع الحكومة متفق عليه بمراجعة التكاليف كل ثلاثة أشهر مضى شهر على انقضاء المدة القانونية، ومازالت الزيادة موجودة والحكومة ولا حياة لمن تنادي، وأضاف وفي حال لم يلتزموا بالعقد سوف يكون للشعبة رؤية واضحة خلال الأيام القادمة بالتوقف عن العمل، ونوه الى ان اصحاب المخابز باتوا ضحايا لعملية زيادة الأسعار.
وفيما يتعلق بتأثر المخابز بقطوعات الكهرباء، شكا إسماعيل من معاكسات شركات نقل البترول لأصحاب المخابز مما اضطر اصحاب المخابز للعمل بالجازولين التجاري مما أثر سلبا على تكلفة الإنتاج، وقال ان أصحاب المخابز باتوا شماعة لفشل المسؤولين بانهم سبب الأزمة، وأضاف أن مهنة صناعة الخبز باتت طاردة.

صحيفة الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 5 =