إنفجار مخزن الذخيرة .. تفاصيل ما حدث

الخرطوم : عين السودان

في وقت كانت فيه عقارب الساعة تشير الى قرب موعد آذان العشاء وقع انفجار هائل سبب حالة من الرعب والهلع وسط سكان المنطقة المحيطة لمصنع الذخيرة بحي الشجرة الواقع جنوبي الخرطوم، الحادث خلق حالة من الرعب أدى لخروج أعداد كبيرة من المواطنين انتشروا حول المصنع لمعرفة أسباب الانفجار الذي خلف سحبا سوداء ضخمة وأبخرة تصاعدت الى السماء جراء الحريق الذي أعقب الانفجار، وحسب المعلومات الواردة فان شرطة محلية الخرطوم سارعت بنشر قوات مكثفة وأعداد كبيرة من الدوريات لتأمين المنطقة الخارجية المحيطة حتى لا يقترب المواطنون الذين تدافعوا صوب موقع أصوات الانفجار .
وحسب المعلومات فان المخزن المحترق مخزن ضخم بني على أحدث طراز ومصمم بطريقة مطابقة للمواصفات العالمية لمخازن الأسلحة إذ انه لو لم يكن مصمماً بالمواصفات المقصودة لوقعت كارثة كبرى كانت قد تتسبب في انتشار الذخائر المنفجرة وتدميرها للمنطقة المحيطة بالمخزن بما فيها المنازل إلا ان دقة تصميم المخازن جعل الانفجار يؤدي لتصاعد الذخيرة الى الأعلى والحيلولة دون تمددها بالأطراف ولم تقع خسائر بالأرواح والممتلكات عدا إصابة شرطيين باختناق أثناء عمليات الإطفاء وضابط شرطة أصيب برائش بقدمه وأسعف الثلاثة الى المستشفى .
ذخائر وخام
وحسبما نقلت المصادر فإن المخزن بداخله كميات من ذخائر المسدسات والكلاشنكوف وكمية من ذخيرة الدوشكا بجانب بعض المواد الخام التي تخص الذخيرة. وأشارت المعلومات الى أن المخزن المذكور لم يكن يحوي اي مفرقعات أو دانات فلو كانت هنالك اي نوع من أنواع المفرقعات او الدانات لوقعت كارثة كبرى بالمنطقة المحيطة ولزادت فرص واحتمالات وقوع خسائر في الأرواح والممتلكات.
وحسب المصادر فان شرطة الدفاع المدني بولاية الخرطوم أبلت بلاء حسناً واستخدمت (6) سيارات في عمليات الإطفاء كما اتخذت شرطة محلية الخرطوم التدابير اللازمة وقيدت بلاغاً بقسم شرطة الشجرة بالخرطوم تحت المادة 44 إجراءات أولية. ونقلت وزارة الداخلية في بيان لها أن الانفجار وقع متزامناً مع وجود ألعاب نارية في سماء الخرطوم، قائلة إن السلطات تعمل على حصر الخسائر وتحديد الأسباب وراء الحادث .
أسباب الحادث
وكونت السلطات لجانا للتحقيق وتقصي الحقائق حول أسباب الحريق حيث يقول خبراء ان الذخائر قابلة للانفجار إلا ان الوقت الذي وقع فيه الانفجار كانت فيه الأجواء ماطرة ورطبة مما يقلل فرص وقوع الانفجار، وفي السياق استبعدت مصادر ان يكون الحادث بتدخل خارجي إلا ان خبراء مفرقعات أكدوا ان مخازن الذخيرة لا تحتوي على اي توصيلات كهربائية او اي إنارة حتى لا تتسبب الاحتكاكات الكهربائية في حالات التماس كهربائي وبالتالي استبعدت المصادر ان يكون سبب الحريق التماسا كهربائيا نسبة لعدم وجود اي توصيلات كهربائية . ويقول الخبير الاستراتيجي والعسكري اللواء (م) الدكتور أمين اسماعيل مجذوب ان فرق الأدلة الجنائية مازالت توالي تحقيقها وتقصي الحقائق حول أسباب وقوع الانفجار إلا انه في تقديرنا ان وجود مثل هذه المخازن والمنشآت في وسط المباني السكنية بات أمراً خطيراً ومضراً من نواحٍ أمنية وصحية حيث كانت تلك المنطقة في السابق خارج المخطط السكني ولكن الآن أصبحت محاطة بخطط إسكانية وخدمية من كافة الجهات لذلك يتوجب ترحيلها وضرورة إيجاد مناطق انسب وأبعد من السكان ونرجح منطقة غرب أم درمان.
ليس عملاً إرهابياً
وحول أسباب الحريق قال د. أمين انه من المبكر التنبؤ بالأسباب واستبعد اي تدخلات خارجية او اي عمل إرهابي من شأنه الإضرار بحياة المواطنين والعاملين وطاقم التأمين بالمصنع، وأشار الى ان الحريق تزامن مع احتفالات القوات المسلحة بعيدها الـ(66) وكانت هنالك ألعاب نارية مما ولد انطباعاً بوجود عمل منظم إلا ان تلك الألعاب النارية والحريق لا علاقة لهما البتة ببعض .
ولفت أمين الى أن كل مخازن الأسلحة والذخائر بمنطقة الشجرة انشئت في السبعينيات من القرن الماضي عند إنشاء مصنع الذخيرة وهو يعتبر أول مصنع للذخيرة بافريقيا ، مشيراً الى أنها مطابقة للمواصفات ومؤمنة ومحمية تماماً ، وقال انه فور ظهور نتائج التحقيق سيتم تأمين كل الثغرات المؤدية لمثل هذه الحوادث والتفكير الجدي في نقلها من هذا الموقع .
حوادث مشابهة
الحادثة تعيد للأذهان عدة حوادث مماثلة وقعت بذات مخازن الذخيرة بالشجرة ومخازن مماثلة بمواقع متفرقة، ففي أمسية الثلاثاء بتاريخ 23 أكتوبر من العام 2012م تعرض مصنع الذخيرة بالخرطوم لقصف جوي ادى لوقوع انفجارات هائلة تسببت في وفيات وإصابات وسط أعداد من المواطنين وخسائر فادحة في الممتلكات وفي المنازل بالمنطقة المحيطة للمصنع ووقتها اتهم وزير الإعلام السوداني آنذاك أحمد بلال عثمان دولة اسرائيل في الضلوع والتورط في حادثة الانفجار إلا ان إسرائيل وقتها لم تعقب ولم ترد على تلك الاتهامات، وحسبما نقل وزير الإعلام فإن أربع طائرات عسكرية إسرائيلية قدمت من الشرق تقف وراء الضربة الجوية التي استهدفت مصنع (اليرموك)، وتحديداً مخزناً لتخزين الأسلحة ما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثالث بجروح، ولاحقاً تم اكتشاف وقوع أعداد من الإصابات وسط المواطنين بما فيها حالات إصابات باختناقات، ووقتها برر الوزير بان العملية قصد منها تعطيل التطور العسكرب بالبلاد وإضعاف السيادة والقرار السوداني . وايضاً في خواتيم العام 2008 م شب حريق هائل خلف سحابات من الأبخرة بمصنع الذخيرة بالشجرة ووقتها لم تسمح السلطات للإعلام بنقل الخبر وتمت السيطرة على الحريق وسط تكتم من قبل السلطات وحسب المصادر فان المواطنين تضجروا من جراء وجود تلك المصانع وانتشارها وسط مناطق مأهولة بالسكان وطالبوا بضرورة ترحيلها نسبة لخطورتها على حياة المواطنين إلا ان السلطات لم تستجب لمطالب المواطنين ليستمر مسلسل الانفجارات.
انفجارات نيالا
وفي يوليو من العام 2017م أدى انفجار عنيف بمخزن الفرقة 15 مشاة التابعة للجيش السوداني بمدينة الجنينة بولاية غرب دارفور الى جرح شخصين بينهما قائد رفيع دون وقوع خسائر في الأرواح.
وفي العام 2017 م وقع انفجار ضخم هز أرجاء مدينة نيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور وذلك اثر انفجار مصنع للذخيرة ما أدى لسقوط عدد من الضحايا وقالت القوات المسلحة آنذاك في بيان لها إنه (على إثر التماس كهربائي تسبب في انفجار مخزن للذخيرة يتبع للقوات المسلحة السودانية بمدينة نيالا، وتم احتواء الانفجار والحريق وحصر الخسائر).واشارت التقارير الواردة آنذاك الى ان الانفجارات أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة 67 بعضهم بجراح خطيرة، وأن بعض الإصابات وقعت بسبب قذائف سقطت على منازل إثر انفجار مخزن للذخيرة.
انفجار الضعين
وفي مايو الماضي وقع انفجار ضخم بمخزن الذخيرة والأسلحة بالفرقة 20 للجيش، بمدينة الضعين عاصمة ولاية شرق دارفور الامر الذي خلق حالة من الرعب والهلع وسط السكان المحليين، وهز الانفجار المدينة وتطايرت القذائف والشظايا، وسقوطها في مناطق متفرقة بالمدينة .
انفجار الفاشر
وفي منتصف أبريل الماضي شب حريق هائل ودوى انفجار في الساعات الأولى من الصباح بمستودع الذخيرة التابع لقيادة الدفاع الشعبي بمدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور دون خسائر في الأرواح إلا انه وقعت خسائر فادحة في الممتلكات وأدت لإتلاف المخزن بالكامل وأصدرت قيادة الفرقة السادسة مشاة آنذاك بيانا توضيحيا أكدت فيه ان الحادث عرضي ولم تسفر عنه خسائر في الأرواح والممتلكات، وأشار البيان الى تشكيل لجنة تحقيق لمعرفة أسباب الحادثة والمتسببين.

صحيفة الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × اثنان =