الخرطوم : عين السودان

دهشت عندما قرأت إحتجاج حكومة (قحت) وتحفظها على قيام وزارة الخارجية الأمريكية بتحذير رعاياها من السفر للسودان جراء (تدهور الحالة الأمنية وإحتمال حدوث جرائم خطف ونهب مسلح وسطو على المنازل والسيارات).
خارجية (قحت) بقيادة الأمريكي السوداني عمر قمر الدين طلبت من الإدارة الأمريكية (توخي الدقة) في تحذيرها رعاياها بإعتبار أن خارجيتنا ترى أن أمريكا تحاملت على السودان الذي تراه خارجيتنا الغبيانة واحة هانئة من الأمن والأمان لا يجوز لخارجية أمريكا أن تتهمه – زوراً وبهتاناً – بتدهور الحالة الأمنية! .
أود أن اسأل وزارة خارجية السودان :(دقة شنو العاوزين الأمريكان يتوخوها أيها (القحاطة) في وقت تشتعل فيه المواجهات والحروب القبلية الدامية في مناطق مختلفة من السودان ويغيب فيه القانون ويقوم فيه الصبية المتفلتون من رجال المقاومة ، والذين سميتموهم بـ(الراكبين رأس) تفاخراً بصنيعهم بدلاً من زجرهم وتأديبهم ، يقومون بإحتلال الشوارع وترويع المواطنين داخل دورهم وممارسة الوصاية عليهم وحرمانهم من حقهم في التصرف في من يحق لهم دعوتهم أو استقبالهم في دورهم حتى بات الناس يخشون من الزيارات الإجتماعية أو عقد اللقاءات السياسية ، وهل أدل على ذلك مما فعلته لجنة مقاومة الحتانة مؤخراً بالرجل الثالث في الدولة شمس الدين كباشي من زجر وتحقير واساءة أقتحموا بها خصوصية دار جمال عنقرة بالرغم من أن زائره كباشي ضابط رفيع يمتلئ كتفه بالدبابير والنيشانات ، بل إن (قحت) وشيوعييها لم يستثنوا حتى والدة كباشي وقبيلته من اساءاتهم العنصرية البغيضة؟! دعك من صبية المقاومة الذين رأينا من ممارساتهم ما تقشعر له الأبدان من قتل لغرمائهم بالسلاح الأبيض والناري وإقتحام للدور والمؤسسات ومقار الأحزاب التي باتوا يترصدون إجتماعاتها السياسية الأمر الذي أحال السودان إلى سجن كبير محكوم بشريعة الغاب ، جعل ما اشتكت منه وزارة الخارجية الأمريكية أقل كثيراً مما يحدث في الواقع من خروقات وتجاوزات للقانون بل وللوثيقة الدستورية المعطلة سيما وأنه لا توجد محكمة دستورية يلوذ بحماها المظلومون!
دعكم أيها (القحاتة) من ممارسات صبيانكم ..ماذا تقولون في أفعال وممارسات الكبار من أمثال مقرر لجنة إزالة التمكين.. مناع الخير الذي يقود ، مصحوباً بكلاب صيده ، حملات الدفتردار الإنتقامية بنفسه إعتقالاً لخصومه السياسيين ومصادرة لممتلكاتهم وشيطنة لهم عبر إعلام وفضائيات الدولة المحتكر لـ (قحت) وقبيلها من الشيوعيين وبني علمان؟!
أذكر كيف صرح للصحافة أنهم رصدوا إجتماعاً في حجر العسل لبعض منسوبي المؤتمر الوطني وداهموه ثم هاجمني بدون أي مبرر ! كتبت محتجاً ومندهشاً من تصرف الرجل فإذا بالمقدم شرطة عبدالله سليمان يأتيني في اليوم التالي في المنزل ويعتقلني عدة أيام ذقت خلالها من الظلم ما الله به عليم!
ثم واصل مناع الخير تهجمه على البيوت فداهم قبل يوم من الثلاثين من يونيو مقراً به بعض المواد الإعلامية التي أعدها بعض المعارضين فصادرها ثم اعتقل عدداً من (المتهمين) المعتقلين حتى الآن بلا جريرة رغم أنف الوثيقة الدستورية ، وواصل الرجل وأمثاله تلك الممارسات اعتقالاً لقيادات سياسية أعلم منه وأكثر عطاءً وأعظم خلقاً وأنبل وأطهر سيرة وسريرة.
يحدث ذلك حتى اليوم أمام أنظار رجال الدولة وتحت سمع وبصر رجال النيابة والقانون ومفوضية حقوق الإنسان والذين يعلمون أن كل ذلك مجرد بلطجة وخروج على كل القوانين والمواثيق المحلية والدولية.
أزيدك يا خارجية (قحت) كيل بعير .. هل تنكرين ما حدث ويحدث في شرق السودان وغربه وجنوبه من صراعات قبلية مات وأصيب جراءها العشرات من الأبرياء ؟ هل نسيتم مذبحة (خور الورل) التي ارتكبتها حركة الحلو في جنوب كردفان قبل أيام؟ هل تنكرون حالة انفلات الأمن التي تضرب كل السودان؟
لا أبرئ أمريكا فهي عندي شيطان مريد خاصة في عهد الأحمق ترمب فهي سيدة الظلم في العالم ، فما تنتقده في السودان لا تنتقد أضعافه مما يحدث في الدول الحليفة لها ، ولكن ما كنت أتوقع لخارجيتنا أن تدافع عن سجل حكومتها التي تعلم مقدار الفوضى والفشل الذي يحيط بها من كل مكان ، وكان الأولى أن تحتج على ممارسات السفير البريطاني الاستعماري عرفان صديق الذي نصب نفسه حاكماً عاماً على السودان.

صحيفة الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 − خمسة =