والي سنار في أول لقاء صحفي: سنردع الطفيليين والانتهازيين وسارقي قوت الشعب

الخرطوم : عين السودان

أكد والي ولاية سنار، الماحي محمد سليمان، وجود جهات تسعى لتأجيج الصراعات القبلية بالولاية، منوهاً الى ان تقارير الاجهزة الامنية والتنفيذية اثبتت وأكدت وجود جهات تعمل على إثارة النعرات القبلية، وقال إن الفساد في سنار كبير وعلى الاصعدة كافة وان حكومته لن تتوانى في كشفه لارجاع الحقوق الى أهلها، وقطع بان كل من كان من النافذين في النظام البائد لن يكون له وجود لرفضه التغيير.
وكشف عن ان سوء التقديرات وراء ازمة وقود الزراعة، قاطعاً بان معاش الناس يمثل لهم أولوية قصوى، مشدداً على انهم لن يسمحوا بان تؤتى دولة المدنية من قبل الطفيليين والانتهازيين وسارقي قوت الشعب، وفي المساحة التالية نستعرض اجاباته على اسئلة (الانتباهة) :ـ
] حظيت باستقبال كبير من قبل المواطن السناري، كيف كان وقع هذا الأمر عليك وما هي دلالاته؟
– بكل صدق مهما أوتيت من بلاغة فلن استطيع أن أعبر عما يجيش في دواخلي من تقدير لأهل سنار، وسعادتي لا تحدها حدود بالمحبة والقبول الذي وجدته منهم ولا أقول إن الترحاب بشخصي الضعيف فاق حد الوصف ولكن هذا ما توقعته من هؤلاء الكرام، وأسأل الله العلي القدير أن أقابل هذه المحبة بعطاء لا متناهي في سبيل خدمة أهلي بسنار في مختلف المجالات، وترحابهم القى على كاهلي مسؤولية عظيمة أتمنى أن أكون في مستواها، والاستقبال كان شعبياً ورسمياً والواقع يؤكد أن الاجواء تعد محفِّزة للعمل بكل همة ونشاط.
] منذ وصولك الولاية دخلت في اجتماعات مكثفة؟
– نعم، وهذا يجعلني أشير الى أن الولاية تشهد انسجاماً كاملاً بين الأجهزة التنفيذية والأمنية والعسكرية التي قدمت تنويراً شاملاً على الأصعدة كافة، وهذا أتاح لنا الحصول على قدر وافر من المعلومات والبيانات، اما على الصعيد الشعبي فقد استقبلت عدداً كبيراً من الوفود القادمة من مختلف أنحاء سنار وقد استمعت اليهم وهم يطرحون أحلامهم وآمالهم ونسأل الله أن يعيننا على أداء التكليف من أجل رفعة الوطن وسنار.
] الكثير من التحديات ظلت ماثلة بسنار، البعض يؤكد أنها تمثل امتحاناً حقيقياً لك ؟
– توجد الكثير من التحديات التي تمثل أمامي على رأسها معاش الناس الذي يمثل لنا أولوية قصوى لاهميته البالغة لذلك نسعى في هذا الإطار سعياً حثيثاً، نهدف الى ايجاد حلول ناجعة خاصة للدقيق والوقود، وكذلك يمثل فصل الخريف تحدياً ثانياً من واقع أن معدلات الأمطار في عدد من أنحاء الولاية عالية، وفي هذا الاطار سجلت جولة تفقدية أمس لعدد من مناطق وقرى مدينة سنار للوقوف على اثار الامطار التي هي نعمة وعلينا ان نخفف من نقمتها المتمثلة في تأثر المنازل والمواطنين وعلينا التعامل مع هذا الواقع باجراء المعالجات المطلوبة.
] على صعيد الزراعة فإن أزمة الوقود تهدد الموسم الصيفي رغم غزارة الأمطار ؟
– ايضاً الزراعة تظل من التحديات التي نجابهها، ومن خلال مراجعتنا وجدنا عدداً من المشاكل منها أن الاحصاءات غير الدقيقة لحاجة الولاية من وقود الزراعة تعتبر من ابرز الاسباب التي تقف وراء النقص الكبير، وكل هذا نتاج لسوء التقديرات، وقد بدأنا في معالجة هذه المعضلة مع وزارة الطاقة عقب تكليفي مباشرة، وفي هذا الاطار فقد غادر أمس وزير مالية بالولاية الى الخرطوم وسوف الحق به يوم الاحد لذات الغرض حتى نتمكن من انقاذ ما يمكن انقاذه لانجاح الموسم الزراعي.
] ماذا تعني بسوء التقديرات فيما يتعلق بقضية وقود الزراعة ؟
– في شهر مارس الماضي حددت الولاية تقديرات كمية وقود الزراعة التي تحتاج لها ودفعت بها الى وزارة الطاقة، والخطأ الذي حدث أن التقديرات تأسست على الزراعة داخل التخطيط والمشاريع المروية وأهملت الزراعة خارج التخطيط التي تتجاوز المليون فدان المملوكة لصغار المزارعين وهؤلاء من الشرائح التي لها تأثير كبير في الانتاج ومن حقهم ان يحصلوا على الوقود لانهم منتجون، وبخلاف ذلك لم يتم وضع البساتين ضمن تقديرات وقود الزراعة ،وهذا الامر خلق فجوة كبيرة ،عطفاً على كل ذلك فان احدى الجهات ارتكبت خطأً اخر يتمثل في ان التقديرات كانت بالجالون وليس اللتر الذي تتعامل به وزارة الطاقة ليحدث فرق في الحساب بسبب ان الجالون به اربعة لترات ونصف اللتر وبحسب وزارة الطاقة فانه تم حسابه باربعة لترات ليحدث فرق.
] هل الأمر كان مُتعمداً لإفشال الموسم الزراعي ؟
– الجهات التي ارتكبت هذه الاخطاء ستتعرض للمحاسبة لانها افتقرت للمهنية والمسؤولية في وضع حسابات حاجة الولاية لوقود الزراعة ولهذا الامر تأثير على اقتصاد البلاد والمزارعين ونريد ان نرسخ مفهوماً واضحاً من خلال محاسبة الجهات التي ارتكبت هذا الخطأ ويتمثل في ان يؤدي المسؤول عمله على اكمل وجه او ان يترك المنصب ويذهب الى مكان اخر .
] الوقود بات سلعة رائجة بسنار ؟
– للأسف هذا واقع، ولكن ستتم مواجهته بحسم وحزم من جانبنا وعقوبات رادعة ولن نسمح بان تؤتى دولتنا المدنية من قبل الطفيليين والانتهازيين وسارقي قوت الشعب ،والطوارئ الاقتصادية تتيح لنا إصدار أوامر تحوي عقوبات لكل من يخالفها فيما يتعلق بضبط وتوزيع الوقود والسلع الأخرى، وفي هذا الصدد وجهنا وزير المالية باستخراج استمارات لكل أنواع السيارات وان تكون لكل محلية لون ختلف لصرف الوقود .
] هذه الإجراءات بحسب البعض لن تكفي لضبط الوقود؟
– لن نتوقف عليها ،لدينا اجراءات اخرى منها الا يتم منح الاستمارة قبل ان يبرز صاحب السيارة رخصتها سارية المفعول ورخصة قيادته، وذلك لان عدداً كبيراً من السيارات غير مرخصة والدولة غير مستفيدة منها وتحصل على وقود مدعوم دون ان يؤدي اصحابها واجباتهم تجاه الدولة، عطفاً على ذلك سيتم تكوين فرق تتكون من الأمن، الشرطة، الجيش، الدعم السريع ولجان المقاومة ومهمة هذه الفرق مراقبة انسياب وتوزيع الوقود واكتشاف المخالفات ،وستكون هذه الفرق متحركة وستتم اعادة تشكيلها بين كل فترة واخرى حتى لا تنشأ علاقة بينهم واصحاب محطات الوقود، ومستقبلاً سننفذ نظاماً إلكترونياً لضبط وتوزيع الوقود.
] ولاية سنار اشتهرت بالتعايش السلمي والاستقرار المجتمعي إلا أن ثمة حوادث ظهرت مؤخراً، ألا تشكل لكم هاجساً ؟
– بالتأكيد.. سنار ظلت على مر العهود بل مئات السنين مثالاً يحتذى به في التعايش السلمي والانصهار بين مكوناتها، وما حدث أخيراً يعد أمراً دخيلاً وغير مألوف، ولا يمكن القول بانها صراعات قبلية بل مشاكل تحدث بين افراد ونتيجة لضعف تطبيق القانون فان كل طرف يلجأ الى عشيرته وقبيلته فتتشعب القضية ،ومنهجي في التعامل مع مثل هذه الظواهر يتمثل في التشديد على سيادة حكم القانون وتطبيق العدالة على اي انسان مهما كانت مكانته، وسوف نستهدف من يشعل الصراعات لمحاسبتهم وذلك لان الابرياء من الاطراف المتصارعة يدفعون الثمن دون ذنب لأنهم ينجذبون الى الصراعات نتيجة للعاطفة القبلية ،علينا ان نتخلص من هذه الظواهر ونتذكر الحقيقة الراسخة التي تؤكد اننا جميعا سوادنيون «أمنا حواء وابونا ادم «.
] ألا يعد أمراً غريباً أن تشهد هذه الولاية المتجانسة خلافات قبلية ؟
– أتفق معك تماماً.. من خلال تلمسنا لهذه الظاهرة تكشف لنا ان جهات تسعى لتأجيج الاوضاع لتحقيق أجندة، وقد استقيت معلوماتي في هذا الجانب من تقارير الاجهزة الامنية والتنفيذية التي اثبتت وأكدت وجود جهات ما تعمل على إثارة النعرات القبلية عن طريق اختلاق مشاكل بين شخصين ومن ثم العمل على ان يتطور الخلاف ليشمل قبيلتيهما، وأمس الاول حدثت مشكلة بين مزارع وراعي ماشية وهي قضية يفترض ان تكون عادية ويحسمها القانون غير انها تطورت لتتحول الى مشكلة بين قبيلتين ولكن الاجهزة الامنية تمكنت من احتواء الامر، واعتقد ان اجتثاث هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع السناري يستلزم معالجات اجتماعية وان يكون القانون هو الفيصل.
] البنى التحتية والتنمية في سنار يبدو واقعهما غير مرض؟
– نعم هي تحتاج الى جهد كبير ومقدر، فقد تسلمت طرقاً غير مكتملة وكذلك عدداً مقدراً من المناطق التي تحتاج الى الكهرباء وذات الامر ينسحب على مياه الشرب ،وقد بدأت مشاريع في هذا الاطار من قبل ولكن لم تكتمل ،وهنا أشير الى ان إكمال محطة مياه سنار سيكون ضمن اولوياتنا من واقع انها تمثل حلاً نهائياً لازمة ظلت تراوح مكانها منذ فترة طويلة ،وكذلك نسعى الى انشاء شبكة مياه مدينة الدندر التي تم رصد اموال لها وهذا يعني ان تبدأ الجهات المعنية بهذا المشروع الشروع في التنفيذ .
] ماذا عن تحديات الصحة والتعليم ؟
– ايضاً تمثل اولوية قصوى وفي الوقت الراهن نتلمس في جوانبها كافة حتى نتمكن من وضع الخطط الكفيلة بايجاد حلول تقود الى تطويرها وترقيتها افضل مما هي عليه الان، وهذه القضايا وغيرها نضعها في حساباتنا ونسعى لإنجازها رغم اننا لا نعرف أمد تكليفنا ولكن على كل حال سنعمل على وضع «طوبة في بنيان الوطن» ليأتي من بعدنا من يمضي على ذات الطريق «.
] الشارع السناري ينتظر جهوداً ملموسة فيما يتعلق بتفكيك نظام الثلاثين من يونيو ؟
– هذه من المهام الاساسية التي نضعها على رأس اجندتنا مع معاش الناس، وفي هذا الصدد نريد تخصيص موقع للجنة ازالة نظام الثلاثين من يونيو ومحاربة الفساد واسترداد المال العام ونعمل على توفير كل المعينات علماً بانه تم تكوينها ومن موقعها سنعلن عبر مؤتمر صحفي عن بداية عمل اللجنة وهذا الامر ربما يكون الجمعة او السبت، وسيتم تكوين لجان تفكيك في كل المحليات لجمع المستندات واجراء التحقيقات .
] يوجد من يؤكد أن الفساد في سنار شمل الكثير من الملفات ؟
– الفساد في سنار كبير وعلى الاصعدة كافة، في الزراعة والاراضي الاستثمارية والزراعية والسكنية والمساءلة ستطال كل من تثبت التحريات ارتكابه فساداً وسوف نراعي العدالة، ونريد من خلال محاربة الفساد واسترداد المال العام ايقاف هذا السلوك الذي اضر كثيراً بالوطن وحتى لا يحدث مستقبلاً، والتغيير الحقيقي يجب ان يكون في القيم بالتزامن مع اجراءات قوية .
] الولاية حتى الآن بحسب البعض تحت قبضة المؤتمر الوطني، فمتى سيحدث تغيير؟
– «طوااالي «ستحدث تغييرات، علماً بانه منذ عهد الوالي العسكري السابق تم اجراء تغييرات واسعة في الادارات والوزارات بالتعاون مع الحرية والتغيير، وتوجد لجنة هيكلة الخدمة المدنية ولديها تقارير سوف تتخذ حيالها قرارات خاصة ناحية الذين حصلوا على الوظائف من غير كفاءة وكذلك ستطال قراراتها من تمت ترقيته بغير وجه حق قانوني، وكل من كان من النافذين في النظام البائد لن يكون له وجود معنا لانه بكل تأكيد رافض للتغيير .
] متى ستُشكل حكومتك ؟
– هذا الامر يعتمد على تحالف الحرية والتغيير بالمركز الذي منحنا فرصة شهر لاجراء مشاورات واسعة مع الحرية والتغيير بالولاية بالاضافة الى المكونات الاجتماعية حتى نتمكن من تشكيل حكومة متجانسة تستطيع اداء مهامها، والجيد في الامر اننا في سنار في الحرية والتغيير اتفقنا على برنامج سياسي موحد حتى تأتي الفترة القادمة مستقرة وسنصل الى توافق كامل حول كل القضايا وباذن الله قبل انتهاء الشهر سيتم تكوين حكومة الولاية .

صحيفة الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

17 − 13 =