أشرف خليل : زاوية عرمان وأسرار مريم الصادق!!

الخرطوم : عين السودان

مرافعات
أشرف خليل
زاوية عرمان واسرار مريم الصادق!!
_______________
ما بين قناتي الخرطوم والنيل الأزرق الفضائيتين، تشتت منغمساً في متابعة لقائين استثنائيين..
الأول كان لمريم المنصورة في برامج (لم يعد سراً)، والثاني كان للكومندر ياسر سعيد عرمان في البرنامج (زاوية الحوار)..
وبصرف النظر عن ما ساكتبه تالياً فإنني أزعم أنهما يصلحان مادة خام جيدة لدراسات بحثية مفيدة لعلم النفس الاجتماعي.
في الحوارين كان السودان مزنوقاً بينهما كما ينبغي.. وهما من الشخصيات الحالمة التي تضع رجلها أولاً في عمق الأزمات والمشاكل وكيفما اتفق ثم تتواضع على صنع الأفكار وإنتاج التبريرات..
تلك الشخصيات الخطرة التي تستطيع في أي وقت أن تمنح لخطواتهما الجاسرة كل المدد والأبواق والطبول، ردات فعلها دوماً جاهزة لحصد الاتجاهات المغايرة دون الدحض..
ويمكنها في أي لحظة التراجع بعد أو قبل (خراب مالطا) دون إبداء أي من مشاعر الأسف أو منح جمهورهما بارقة للاعتذار، شريطة أن يكون قرار وخيار التراجع ذاتياً وبعيداً عن الإملاءات والضغوط الخارجية..
تفاعلهم مع الخارج استعلائي وبغطاء نرجسي معقد النسج والعناد!!
اختارا الانخراط في الكفاح المسلح – بدأ ياسر تلك السكة قبلها – ويعتزان معاً بتلك الفترة التي تعتقد مريم بأنها ساهمت في استعدال نظرة المجتمع الذكوري نحوها ومعاملتها كما تستحق كفارسة لا يشق لها غبار، حتى انها تتذكر عند تخليها عن منصبيها في التنسيقية ولجنة التفاوض:
(جابوا محلي راجلين)..
أما عرمان فيبدو أنه مدين فقط لتلك الفترة بالصيت والذيوع والتأثير، لكنه لا يخفي رغبته في قلب تلك الصفحة وافتتاح مرحلة جديدة من الكفاح المدني، حيث اعتبر أن البندقية لم تعد قادرة على رد الحقوق معجباً بما أنجزه الشارع السوداني وحركة المقاومة السلمية وصولاً لـ(نيرتتي)..
طارحاً نفسه كبانٍ لحركة المقاومة السلمية السودانية الجديدة..
تجربة طويلة من النضال المسلح مع الحركة الشعبية لم تفلح إلا في تقديمه كنجم وتقطيع أواصر وأوصال السودان القديم، يتجاوزها عرمان بلا أسف كاف ولا اعتذار، شارعاً في الانتقال بنا والتبشير بسودان جديد لا تملك مخيلته أي ملامح له ولا حتى أفكاراً موضوعية قابلة للتداول!!..
هي خطوته الأخرى الجديدة نحو ظلامه الدامس وعلينا أن نقفز معه، دون أن نحفل بما خلفته قفزتنا معه نحو تحديد المصير…!!
(جرح تاني .. وهو قلبي لسه طاب من الاولاني)..
(في لم يعد سراً).. اشتكت مريم من الاستهداف وصبت جام غضبها على الحزب الشيوعي والمؤتمر الوطني واتهمتهما بمحاولة التشويه والاستهداف، وكذلك فعل عرمان ولكن باتجاه النظام السابق الفاشي، محذراً من محاولة الرواية بلسانه، مؤكداً ضلوعه في خلافات الجبهة الديمقراطية بالجامعة ونافياً اتهام السلطات له بمقتل (بلل والأقرع).. لم ينف الصلة بالأحداث ولكن نفى صدور أية اجراءات جنائية ضده!!.
كان حريصاً على ألا يبصق في تاريخه تاركاً الأمر لحكايات مغامراته السياسية والاجتماعية أن تسرد!!..
مثل همس الجنون كان اعجابهما ولهاً بمن فتنا به…
مريم كعادتها لم تنقل اعجابها بعيداً عن أبيها..
ومنحت الإمام لقب (أيقونة الديمقراطية في دول العالم الثالث)..
أما عرمان فقد أناخ اعجابه في محطة جون قرنق ولا أظنه سيغادر..
وأدهشني قوله إن جانباً من تحولات كثيرة حصلت في السودان كانت بفضل جون قرنق ولقائه الساحر في الساحة الخضراء، وآخرها ما حصل في (نيرتتي)!!
تعيش المنصورة في جلباب أبيها وعرمان يقتله عرفانه النبيل لقرنق!!
عرفان لايرضى به حتى (عرفان)!!..
(شذي عبدالله) بالأزرق و(عفراء فتح الرحمن) بالخرطوم كانتا مجيدتين.. احتملت عفراء هجوم المنصورة الشرس وغير المبرر على الاعلام وغطت بابتسامتها على جنف الثانية عن أضابير الحوار وألحت مريم أن المشكل يكمن في عدم موضوعية الاعلاميين وأنهم يتجاوزون المهم ويهتمون بالقشور..
أخرجت عفراء ما تريد من مريم الصادق رغم (أزمة المنتصف)!!
ورغم استماتة المنصورة وهي تحاول ترويضها بالقول:
(يا حبيبة .. ما حلوة مابتشبهك)..
كانت ثابتة..
(والله حلوة وبتشبهك يا عفراء)..
بينما اتسمت شذى بـ (برود انجليزي) ساعدها على الاحتمال وتكملة الحوار بتغطية مساحة شائعة من الحكايات والتناقضات والتجمل.
ولنا عودة.

صحيفة الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة عشر + سبعة =