الديون الخارجية .. الإقتصاد يختنق

الخرطوم: عين السودان

قرابة ال 57 مليار دولار ديون السودان الخارجية أدت إلى خنق الإقتصاد ولم تلح في الأفق حتى الآن بوادر حل لهذه المعضلة سواء من جانب الحكومة الإنتقالية أو من أصدقاء السودان المفترضين في الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الغربية.

وقال الدكتور عماد جامع الخبير والمحلل الإقتصادي وأستاذ الإقتصاد بعدد من الجامعات السودانية أن مشكلة الديون السودانية موروثة من النظام السابق وأنها تفاقمت في عهده بسبب الفساد حيث إقترض النظام أموال كبيرة من بعض الدول الشقيقة والصديقة لتنفيذ مشروعات تنموية ولكنها لم تنفذ ولم تعفي تلك الدول ديونها فتراكمت الديون والفوائد لتدفعها الحكومات السودانية المتعاقبة خصماً على الأموال المخصصة لتنمية وتطوير الأجيال الحالية والمستقبلية للسودان.

وأضاف الدكتور عماد أن السودانيين تفائلوا خيراً من مؤتمرات أصدقاء السودان وهرولة حكومة حمدوك تجاه الولايات المتحدة وأوروبا الغربية لحل المشكلة الإقتصادية السودانية ومساعدة السودان بعبور الفترة الإنتقالية بأمان إقتصادي يمهد لنجاح تجربة ديمقراطية ملهمة في شرق ووسط أفريقيا مبيناً أن أمريكا والدول الأوربية أحجموا عن مساعدة السودان ولم يقوموا حتى بإعفاء ديونهم على السودان إكراماً للحكومة الإنتقالية بل لم يعفوا حتى فوائد الديون قاطعاً بأنهم يريدون عبر هذه الديون السيطرة على موارد السودان وبالتالي رهن سيادته وقراره الوطني للخارج والسيطرة عليه تماماً وأوضح جامع أن ديون السودان الخارجية أخرجته من دائرة الإستفادة من المؤسسات المالية الدولية أو من الدول الشقيقة والصديقة مشيراً لضرورة تفكير حكومة حمدوك خارج الصندوق لحل هذه المعضلة وأن يكون هناك موقف قوي وفعلي وملموس من أصدقاء السودان بدلاً من الوعود المتكررة التي لاطائل منها.

وأبان جامع أن إصرار الولايات المتحدة الأمريكية على وضع السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب يحرمه من حل مشاكله الإقتصادية والمالية عبر المؤسسات المالية الدولية التي هو عضو فيها وله كامل الحق في الإستفادة من مشروعاتها مشدداً على أن أمريكا لم تتعامل مع حكومة حمدوك تعامل الأصدقاء بل أصرت على وضعه في القائمة السوداء وأجبرته على دفع تعويضات مالية لضحايا أمريكيين جراء عمليات إرهابية ليس للسودان دخل فيها .

وأبدى دكتور عماد دهشته في أن الحكومة الإنتقالية إنتهجت نفس الممارسات الفاسدة التي جعلت المجتمع الدولي يشكك في جدوى السياسات والخطط الإقتصادية للنظام البائد حيث لم يكن يعلم أين تذهب أموال القروض والمنح والآن لا أحد يعلم أين ذهبت أموال كرونا.

صحيفة الغنتباهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × واحد =