الطيب مصطفى : حركة العدل والمساواة بين الدور القطري والدور الإماراتي في السلام

الخرطوم : عين السودان

سعدت لتصريح واع وعميق من الامين السياسي لحركة العدل والمساواة نهار عثمان نهار اكد فيه على اهمية الدور القطري لتحقيق السلام.
نهار قال ان اكبر خطأ وقعت فيه الحكومة الانتقالية يتمثل في إبعاد قطر عن ملف السلام في اطار صراع المحاور مضيفاً أن قطر كانت داعمة لاتفاقية الدوحة ذلك ان اية اتفاقية سلام تحتاج الى داعمين وان دارفور تحتاج الى اعادة اعمار واعادة نازحين وتنمية تعتبر قطر هي الاكثر استعداداً للبذل في سبيلها.
وقال نهار إن السياسة الخارجية ينبغي ان تبتعد عن الارتماء في اي من المحاور المتصارعة.
اقول إنه من الخطأ والخطر الفادح ان نجعل من دولة جنوب السودان ممثلة بجوبا وسيطاً في مفاوضات السلام ، رغم أنها منحازة للحركات المسلحة التي تفاوضها الحكومة ، بل إن حركة عبدالعزيز الحلو تعتبر حليفاً وربما جزءاً لا يتجزأ من جوبا سيما وان الحلو لا يزال قائداً (كوماندر) في جيش الجنوب وكان جزءاً من الجيش والحركة الشعبية لتحرير السودان بقيادة قرنق الذي لطالما قاتل في صفه ضد الجيش السوداني منذ ايام يوسف كوة مكي ولا يزال حتى اللحظة يقاتل الجيش السوداني ويسمي الارض التي يقيم فيها جيشه الشعبي بالاراضي (المحررة) ، وبالرغم من ذلك تسمى حركته في زمان هوان الدولة السودانية وانكسار هيبتها ، تسمى حركته بحركة كفاح مسلح !!! كفاح مسلح ضد الجيش السوداني والدولة السودانية ، فوا حر قلباه!
ثمة نقطة اخرى لا تقل اهمية ان هناك خلافات حدودية بين السودان والدولة الوسيطة (جنوب السودان) خاصة النزاع الدامي حول منطقة ابيي وعدد من المناطق الحدودية مما يشكك في نزاهة ذلك الوسيط وتجرده من الغرض ، هذا اذا تغافلنا عن التطرق الى مدى استقامة وتجرد مفاوضي الحكومة مثل التعايشي الذي لا ارى فرقاً في المواقف بينه وبين مفاوضي الطرف الآخر خاصة في قضايا علاقة الدين بالدولة وطول الفترة الانتقالية وغير ذلك من القضايا.
كما قالت حركة العدل والمساواة فقد كان خطأً فادحاً نقل الوساطة من الدوحة بالرغم من دعمها الكبير لدارفور والذي لا يزال مطلوباً وبقوة سيما وان المحور الاخر لا يعمل الا لتحقيق اجندته الشريرة كما رأينا في اليمن وليبيا وسوريا بل وفي السودان الذي ظل محل تربصهم وتآمرهم في السنوات الاخيرة.
الخطأ الاكبر أن السلطة الانتقالية بدلاً من ان تبدأ التفاوض من حيث انتهت جولاته السابقة خلال النظام السابق ، فتحته باجندة ومواقف جديدة اعادت النظر في الثوابت السابقة مما اضعف من موقفها التفاوضي ومن هيبتها وفاقم من الخطر على امن البلاد القومي.
إنه الفشل الذي تعاني منه السلطة القائمة الآن في كل شأن ، ولا احد يعلم ماهي الخطوط الحمراء التي تحدد المواقف التفاوضية ، بل لا احد يعلم من هو المفاوض، الحكومة التي يفترض انها المخولة بموجب الوثيقة الدستورية اما المجلس الرئاسي الذي انتزع الملف بدون تفويض من احد رغم انف الوثيقة؟!
لذلك لا غرو ان يختلط الحابل بالنابل ويتبادل الكرة حميدتي وكباشي ويمددون الفترة الانتقالية بايسر مما يتنفسون ، ويزيدون في عضوية السيادي باسهل مما يأكلون ويشربون ، ولا يفكر اي منهم في ان يتنازل عن عضويته في السيادي للقادمين الجدد ولا يهم ان زادت عضوية المجلس السيادي او مجلس الوزراء الى مئة عضو سيما وان تغيير الوثيقة بالتمرير او غيره ربما لا يستغرق نصف ساعة. جبانة وهايصة!!!
انا حزين والله لتضاؤل دور حزب الامة القومي الذي ظل الشيوعيون يتلاعبون به ويبتزونه وهو في عجز كامل عن الفعل رغم انه مستهدف بمؤامراتهم واستفزازاتهم.
بلاد لا وجيع لها لانها مختطفة وربما مسحورة!
اسمحوا لي ايها الناس بالتوقف عن الكتابة حتى لا اتقيأ.

صحيفة الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × 5 =