لجان المقاومة ومطالب (30) يونيو .. عاصفة أخرى تنتظر حمدوك

الخرطوم: عين السودان

واجه رئيس الوزراء د. عبدالله حمدوك عاصفة من ردود الأفعال الغاضبة نتيجة قرار تعيين الولاة من القوى السياسية وبعض تنسيقيات الحرية والتغيير بالولايات. وهناك أيضاً عاصفة أخرى في الإنتظار وهي ما أعلنته تنسيقية لجان المقاومة بالعاصمة حتى قبل قرار تعيين الولاة بعد اجتماعها لتقييم مدى الاستجابة لمطالب مليونية الـ (30) من يونيو لتصحيح المسار وذلك عقب إنتهاء المهلة التي قطعها رئيس الوزراء لنفسه أمام الأمة السودانية.

ويبدو أن ما إتخذه من قرارات حتى الآن لم تجد الرضا والقبول من جماهير الشعب ولجان المقاومة. ولئن إنشغلت القوى السياسية والأحزاب في قحت بصراعاتها السياسية ومايمكن أن تحققه من مكاسب في تقاسم السلطة بالولايات فإن لجان المقاومة ما تزال المعبر الحقيقي لأحلام شعبها في الأحياء والقرى والمدن، تشعر بمعاناتهم ومايعيشونه من ضيق وفاقة ومسغبة في العيش والبحث عن الدواء والغذاء وعجز قطاعات واسعة منهم الوفاء بتلبية احتياجاتها المعيشية نتيجة الأوضاع الإقتصادية التي جعلت من السوق غولاً غاشماً ووحشاً كاسراً، فضلاً عما يعانونه من نقص في الخدمات الضرورية من مواصلات ووقود وتضخم آخذ بتلابيب الجميع حتى قطع النفس بما يحتاج معه الأمر إلى أجهزة تنفس إصطناعي بصورة عاجلة، حتى تنتعش الحياة في أوصال الاقتصاد المنهار.

لهذا تدعو تنسيقية لجان المقاومة جماهير الشعب للمشاركة الفاعلة في عمليات التصعيد الثوري بعد اجتماعها التفاكري حول الجدول الأسبوعي للحراك الشعبي، لتأكيدها التمسك بكل أهداف ثورة ديسمبر المجيدة. وبإعتبار لجان المقاومة التجلي الثوري الخالص لهذه الثورة المجيدة متجاوزاً كل الأطر والتشيكلات السياسية، تظل وفية لقيم الثورة ومعبراً واقعياً وتلقائياً عن جماهير الثوار في تلبية مطالب الثورة.

وها هي الآن تتخذ شكلاً تنسيقياً لتغيير المعادلة على الأرض بحكم أنها التطور الطبيعي للحراك الثوري، بعيداً عن صراعات المكاسب التي أوغلت فيها أحزاب قحت فلجان المقاومة هي الثورة الحقيقية وهي الشعب الذي ينتظر تحقيق مطالب ثورته، لا صراع الأحزاب حول المغانم ومكاسب السلطة تتجاوز بإنتمائها الأطر الحزبية المعروفة ليظل إنتماؤها للثورة والوطن وتحقيق مطلوباتها.

لهذا يظل خروجها مهيباً لتصحيح المسار وتحقيق المطالب ومخيفاً في ذات الوقت للحكومة وحاضنتها السياسية لأنها أصبحت البوصلة الهادية لتقويم إنحراف الساسة عن مسار الثورة ومطالبها المحددة.

وكانت المليونية حددت أساليب الرد على مارفعته من مطالب. فهل تشكل لجان المقاومة الآن عنصراً جديداً يغير من المعادلة بالساحة السياسية بالبلاد، بعد أن إنتزعت دورها الفاعل الذي تنارلت عنه لأحزاب الحاضنة السياسية؟ ولعل أكبر اللافتات التي كانت في مليونية الـ 30 من يونيو: (يا أحزاب كفاية خراب) يعبر عن بلورة رؤية ما تجاه أداء هذه الأحزاب ربما يقود لبروز لجان المقاومة في تغيير الأوضاع وشكل الممارسة السياسية وأداء الحكومة وحاضنتها السياسية.

وعلى القوى السياسية كافة الإنتباه لهذا التيار الذي لن ينتطر طويلاً حتى يسحب البساط من تحت أيديها إذا إستمرت هكذا بعيداً عن خيارات جماهيرها لأنها لحظتها لن تستطيع منافسة لجان المقاومة التي تعكس إنسجاماً واقعياً لمطالب الثورة وأشواق الثوار دون أي إنتماء متجاوزاً الأطياف السياسية كافة.

صحيفة الإنتباهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 − 1 =