استهداف الدعم السريع في بورتسودان .. محاولة لتفجير الأوضاع

الخرطوم: عين السودان

تدل كل المؤشرات أن هناك جهة ما تسعى لتفجير الأوضاع لا في مدينة بورتسودان وحسب وإنما كامل أقاليم الشرق وأنها تتبع نفس السيناريو القديم الذي فجر الأوضاع بدارفور بمجرد الوصول إلى إتفاق ينهي حرب الجنوب المتطاولة، الآن بعد أن أصبح السلام قاب قوسين أو أدنى يتم تفجير الأوضاع في الشرق!!؟ نفس الأسلوب وذات الأيادي المخربة والاستهداف المستمر الذي لا يكل ولا ينى له عزم في الإبقاء على هذا البلد ضعيفاً لايقوى على استثمار ما يختزنه من موارد وثروات إذا قدر له استغلالها سوف يكون من أميز الدول المتطورة في الإقليم! الآن تسعى نفس الجهات المتآمرة إلى شد البلاد من أطرافها وجعلها تنزف حتى الموت وحد التلاشي.

تفجر الأحداث وتطورها السريع بمدينة بورتسودان يؤكد أن هناك طرف ما أو عدة أطراف تعمل على تعميق الأزمة!! ولا نستبعد ذلك إذا علمنا ما للمدينة من أهمية ترتبط بوضع الشرق الجيوسياسي وعلاقة ذلك بأمن البحر الأحمر وحجم الإختراقات الاستخبارية الكبير الذي ينشط في تلك المنطقة ، وما ينشأ من تقاطعات حول المصالح التي تمثلها ويفاقم من الأوضاع المحلية في المنطقة بالاستثمار في أي موقف وتجييره لمصالحه بغض النظر عن آثاره المدمرة.

وما تناقلته الصحف من ضبط القوات المسلحة “مهمات عسكرية تتبع للجيش وشارات للدفاع الشعبي والشرطة الشعبية في المدينة” فضلاً عن هويات أجنبية ومشاركين في الأحداث نفسها!! كما أبلغت بذلك بعض المصادر بحسب ما أوردته صحيفة “الراكوبة” و أن الشخص الأجنبي المقبوض عليه ضمن المتفلتين كان قد أطلق النار على عربة دفع رباعي تتبع لقوات الدعم السريع وحطم الزجاج الأمامي.

واستهداف الدعم السريع هنا لا يخرج عن كونه بقصد إرباك المشهد للقوة الوحيدة المؤهلة ضمن القوات المسلحة السودانية لحسم الأزمة ، بما وجدته من قبول لدى سكان المدينة الذين استقبلوها بترحاب في كل مرة قدمت إليهم فيها بعد تجدد النزاع.

ولعلم الأيادي التي تدير الفتنة إن الدعم السريع من خلال تجربته العملية قد عمل على تهدئة الأوضاع وإحتواء الموقف وأنه لامحالة سوف ينجح في مهمته هذه المرة أيضاً فسارعوا لإستهدافه بقصد إرباكه وخلق حالة من الإنفعال لدى عناصره التي ربما تسارع بالرد فيحدث مالا تحمد عقباه وبدل أن تكون صماماً للأمان تعمل على تصعيد الموقف وخروجه على السيطرة!!؟ إلا أن تمرس القوات وإدراكها لأبعاد الأزمة ، وإرتباطها بالقيادة التي تعي حجم الإستهداف جعلها تفوت الفرصة على دعاة الفتنة الظلامية وتعمل على تهدئة الموقف!؟

وذلك مايجب أن ينتبه إليه أهلنا بالشرق أيضاً فمهما بدأ من تبريرات مقبولة لديهم لما يدور من نزاع يحب عليهم أن يعلموا أن هناك أيادي تتربص بكامل المنطقة لتفجيرها ، وإستخدامهم كمخلب قط لتعطيل كامل مسيرة الوطن وتطوره ونمائه ،وإستغلالهم أدوات وروافع لمخططاتهم المشبوهة في تقسيم البلاد وتدميرها.

وليس هذا من قبيل التهويل أو إستهواء نظرية المؤامرة ، وإنما تجارب البلاد وما أخذناه منها من دروس وعبر يؤكد صحة ذلك!! وأن النار من مستصغر الشرر وأن تتبع الوقائع يقول إنه كم من حدث صغير محلي تحول بصورة دراماتيكية إلى التدويل وأصبح كبيراً لدرجة أنه بات عصياً على الحل والمعالجة ، وأدخل البلاد في سنين من التدهور والتراجع وإستنزاف الجهود ، التي كان أولى بها العمل على تطور البلاد وإزدهارها!؟ وذلك ألا يحكي قصة الوطن؟! وحاله الذي إتوجد فيه!! نتيجة لإستهانتنا بالأحداث الصغيرة وتركها لتنمو وتكبر حتى تستعصي على المعالجة والحل.

إن إستهداف الدعم السريع القوة التي أثبتت جدارتها في التعامل مع مثل هذه النزاعات ، ودخول أطراف أجنبية على خط الأزمة مع ماتمثله المنطقة والمدينة من تقاطعات لمصالح دولية عديدة كلها دلالات تقود إلى صناعة الأزمة وإفتعالها بقصد واضح يسعى إلى تفجير كامل الوطن!! وأظن أن حكمة أهلنا بالشرق سوف تفوت هذه المرة أيضاً المخططات التآمرية التي تكيد لأمنهم وتعايشهم على وجه الخصوص ولكامل الوطن بصورة عامة.

صحيفة الإنتباهة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − عشرة =