الطيب مصطفى : يا حليل السودان!

الخرطوم : عين السودان

قال لي والحسرة تملأ قلبه ، هل تعلم أن حركة عرض البيوت والاراضي للبيع على اشدها ، وان السودانيين هم ، من بين كل الجنسيات الأخرى ، الاكثر شراء للشقق في القاهرة وان كثيرين منهم اختاروا بلادا اخرى كموطن مؤقت او دائم ريثما يعتدل الحال المائل ويستقيم؟!
فقد باتت الحياة في هجير قحت وحزبها الشيوعي جحيما لايطاق من حيث ارتفاع كلفة المعيشة التي تضاعفت عدة مرات بعد ان تجاوز التضخم نسبة مئة في المئة ، ومن حيث انعدام السلع والخدمات وعسر الحياة وصعوبتها في كل شأن حتى للاثرياء الذين ما عاد مالهم يسعفهم او ينجيهم من رهق الحياة وضنكها او يوفر لهم امنا ولا امانا ولا علاجا بل ولا نجاة من الموت الزؤام.
تداولنا حول الامر ، فكان مما قيل في حضور مجموعة من اصحاب الرأي ، إن كثيرين باتوا في خوف ووجل على مصير دورهم وممتلكاتهم بعد أن رأوا كيف تصادر البيوت بعيدا عن عين القضاء المغيب تماما وبدون ادنى مسوغات قانونية في دولة شريعة الغاب الجاثمة الآن على صدر السودان ، بل كيف يسجن أصحابها ويشهر بهم ويشيطنون عبر اعلام فاجر ، ويقال فيهم اكثر مما قال مالك في الخمر .. يهرف اولئك الحاقدون باحاديث الافك والبهتان امام اطفال اولئك المصادرين والمظلومين بالرغم من انهم لا ذنب لهم ولا علاقة بما جرى بين ابائهم وظالميهم!
من في السودان لم يسمع بالتخرصات والهرطقات التي رواها مناع الخير ووجدي صالح وودالفكي في حق من لا ينتابني ادنى شك في انهم اطهر واشرف من اولئك الحاقدين عند الله وعند الناس؟!
سمع الناس عن مصادرة وشيطنة منظمة الدعوة الاسلامية ذات الدور والتاريخ الباذخ في افريقيا وعن السطو على جامعة افريقيا العالمية التي لطالما بنت للسودان مجدا وعزا وعن عشرات المنظمات الاسلامية الكافلة لليتامى والحافرة للابار والناشطة في اعمال الخير والتي عدا عليها الجهلة والحاقدون ممن لا يتجاوز نظرهم ارنبة انوفهم.
من من الناس يشعر بالامان وهو يرى الموت يتخطف الناس صباح مساء جراء انهيار الخدمات الصحية وانعدام الدواء في الصيدليات واغلاق المشافي الأمر الذي جعل مرافقي المرضى يتنقلون بهم بحثا عن سرير يأويهم ويفشلون الى ان يقضي المرضى نحبهم ويغادرون هذه الفانية الى دار البقاء؟!
من من الناس يشعر بالامان وقد انعدمت هيبة الدولة تماما وبات الناس في خوف ووجل وحذر من الغد المحفوف بكل عوامل الكيد والتربص سيما والتمردات المسلحة تحيط بهم من كل جانب والحديث لا يفتر عن الخلايا النائمة التي تنتظر لحظة الصفر للانقضاض على الفريسة الجاهزة للذبح؟! ولات حين مناص!
من من الناس يفكر في استثمار امواله في السودان والنيران الصديقة تتربص بهم لتفتك باموالهم في وقت تتبرج فيه الدول الاخرى القريبة والبعيدة وتراودهم بكل المغريات؟!
من من الناس يشعر بالامن والامان في بلاد يتحرش المتفلتون من شبابها بالناس في الشوارع والدور والاسواق بل ويقتلون ضحاياهم رغم انف القانون بتشجيع من حواضن السلطة وحكامها الفعليين الذين يرفعون شعار دكتاتورية البروليتاريا ويحكمون بعقيدة تتحرش براس المال الخاص وتعتبره شيطانا مريدا في زمن ساد العالم فيه راس المال!
من من الناس يحرص على العيش في بلاد تهوي بسرعة الصاروخ الى درك لا قرار له ولا قاع جراء تنازع مكوناتها المتناحرة المتشاكسة التي لا تنظر الى موطنها المأزوم الا من ثقب نفسها المعطونة في الأثرة والشح ، والتي عاد شعار كل منها (نفسي نفسي) اما الوطن فلا وجيع له ولا نصير؟!
بلاد لا يعلم احد اين هو مركز السلطة فيها بعد ان احتشد مجلس سيادتها بعشرات الحكام المعينين بلا وظيفة ولا دور رغم انف الوثيقة المعطلة ، او المنصبين انفسهم حكاما في غياب من يأمر وينهى ويصحح، وبعد ان امتلأ مجلس وزرائها بعشرات العاطلين ونيابتها بامثالهم من المرتزقة ،ولا يزال الحبل على الجرار فقد بات الشعار المفضل لدى الجميع :(دار ابوك كان خربت شيل ليك منها شلية)
هل آن الاوان ايها الناس لأنعى لكم السودان؟!

صحيفة الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة عشر + 16 =