الخرطوم : عين السودان

كما هو واضح للعيان ومنذ تغريدته الشهيرة صديق عرفان (السفير البريطاني بالخرطوم) منذ ماقبل شهر او يزيد تقريبا حول مشروع ومهام البعثة الاممية السياسية الخاصة بالسودان، والاقتراح البريطاني الالماني المشترك بشأنها، كان اشارة بل تصريح علي ان بريطانيا تقف علي راس هذا الملف، خاصة إذا عرفنا أن “بريطانيا تلعب دوراً مهماً فيما يخص أوضاع السودان في إطار الأمم المتحدة، فهي “حاملة القلم” فيما يتعلق بالسودان وهو ما يعرف في المجال الدبلوماسي بالطرف الذي يقود النقاشات وصياغة القرارات في مجلس الأمن”. وانها وراء فكرة الدفع ببعثة المساعدة المختلطة للأمم المتحدة الخاصة بالسودان، والتي من مهامها الرئيسة دعم التسوية السلمية التي تجري مفاوضاتها بجنوب السودان. ومانزال قريبي عهد بذكرى بعثة الأمم المتحدة ذات مرة تلك التي ساعدت في التوصل إلى اتفاقات السلام الشامل بين الجنوب والشمال في نيفاشا الشهيرة والتي كانت احدى ثمرات نتيجة إقامتها في السودان لمدة ست سنوات هي فصل جنوب السودان.
الآن إذا نظرنا إلى تفويضات المهمة السابقة، والمهمة الحالية المخطط لتقديمها فيما يتعلق باتفاقيات السلام الجارية، فسوف نرى مدى التشابه الكبير فيما بينهما؛ هذا ان لم تكن متطابقة تماما، بما يجعلنا نعتقد نتيجة هذه المعايرة والتقييس، بأنه أصبح من الواضح جدا أن مهام البعثة الجديدة (UNITAMS) هي نفسها كما كانت في البعثة المتقدمة الخاصة بجنوب السودان (يوناميس) عام 2005م. وبما أن ذلك أصبح لا يحتاج الى كثير بيان كما نرى وفق الكثير من المؤشرات والدلالات المادية والتحليلية لابد من بروز السؤال المنطقي هنا وهو إذا اعتبرنا رئيس الوزراء الانتقالي الدكتور عبدالله حمدوك منفذا لتعليمات قيادته او على الأقل هو يميل لذلك بحكم المعرفة والعلاقات العملية السابقة، ويمضي في هذا الطريق دون أن يجد من يسائله بحكم ماتمت إحاطته به من ستار حصين من (البروباغندا) التي جعلته الخبير الوحيد بشأن المنظمة الأممية، بل حتى من النقد الذي يصوب لوزراء حكومته وادائها الضعيف بحيث أصبح بمنأى عن أي نقد أو محاسبة في أغرب وضع مريح يتمتع به رئيس حكومة.
حسنا، اذا كان ذلك موقف حمدوك وغيره ممن لا يرى بأسا في رؤيته، بل ينظر اليها علي انها الخلاص الوحيد لازمات البلد. إذن ما هو نظر بقية القوى السياسية بالبلاد؟.
حزب الأمة القومي هو الوحيد من بين القوى السياسية الذي ذكر انه ضد إدخال البعثة بشكلها المعلن من خلال اشارات وتلميحات سفير بريطانيا وما كشفته الأمم المتحدة من الخطاب السري الموجه إليها من حمدوك نفسه. فأين الآخرين من بقية القوى السياسية في البلاد؟ هل هم خائفون أم أنهم يدعمون أيضًا تقسيم السودان؟.أين البقية الباقية من هذه القوي .. قحت والجبهة الثورية والمؤتمر السوداني والحزب الديمقراطي الأصل والبقية الباقية أين أنتم؟!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × اثنان =