أسامة عبد الماجد :حول البعثة الاممية

الخرطوم : عين السودان

لست قلقاً من طلب رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك القاضي باستقدام بعثة أممية سياسية.. لأنها لن تستعمر البلاد كما يروج البعض.. وفي ذات الوقت لا تحمل عصا موسى كما يتوهم مؤيدوها.
* السودان ليس بالدولة المنهارة ومؤسساته عريقة .. لا يحتاج لأي فنيين أو خبراء أجانب .. فالتعليم الحديث ببلادنا منذ العام 1902 .. والمؤسسة العسكرية تأسست قبل الاستقلال
* والقوات المسلحة لديها جامعة وكذلك الشرطة .. والمخابرات تتبع لها اكاديمية.. بينما القضاء يملك تاريخا ناصعا ولم يعجز يوما في القيام بدوره.
* بالتالي ليس هناك من مؤسسة فاشلة حتى يستنصر حمدوك بالامم المتحدة .. صحيح هذة المؤسسات تحتاج اصلاح كما هو حال كل مؤسسات العالم لكن لاتحتاج بناء مثل هيئات ليبيا أو غيرها من الدول التي دمرتها الحرب.
* فاقد الشئ لايعطيه .. ليس لدى الامم المتحدة ماتقدمه للسودان .. بل لأي دولة في العالم .. التعاون الدولي المشترك في مرحلة الانحطاط.. وجائحة كورونا ستشكل عالما جديدا.
* منذ سنوات هناك حالة من الانكفاء الذاتي .. حالة ملحة من العودة للحدود الجغرافية .. بريطانيا (قنعت من خيرا) في الاتحاد الأوربي وغادرته.
* والرئيس الامريكي رفع شعار ( فلنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى) .. لايهمه الاقتصاد الرأسمالي في غينيا ولا حقوق الانسان في الفلبين .. ولا التغيير الذي حدث في السودان حيث لم يعره اهتمامه في كلمته أمام الجمعية العامة للامم المتحدة.. ولم يلتق حمدوك.
* قللت الامم المتحدة بعثاتها الخاصة بحفظ السلام بسبب المال.. الدعومات أصبحت ضعيفة.. وستضعف أكثر بسبب كورونا وتراجع النفط.
* لأهل السودان تجارب مع بعثات أممية أبرزها (يوناميد).. والتي سطرت تاريخا عريضا من الفشل
بعثة عسكرية وشرطية كان قوامها نحو (20) الف ضابط وجندي.. وقرابة (5) ألف مدني.
* كانت عبئا على الحكومة .. وعجزت في توفير الأمن لعناصرها دعكم من المجتمعات بدارفور التي عاشت وسطها .. وعند وصولها الي البلاد توقع البعض أن تقوم باعتقال البشير وتسليمه الي الجنائية لما لديها من عتاد عسكري وطائرات .. وتمنى حملة السلاح ان تثأر لهم من الدعم السريع وتردعه.
* ولكن ظلت البعثة مغلوبة على أمرها.. حتى اقتنعت الامم المتحدة باستراتيجية خروجها (وهذا حال كل بعثاتها في العالم) والتي تم اقرارها مع الحكومة السابقة، منذ العام 2014 وبدأ تنفيذها فعليا.. وتقلصت اعدادها ووصلت أقل من (5) الف .. وأخلت (20) موقعا ،وكان يفترض أن تغادر نهائيا منتصف هذا العام لولا طلب حمدوك.
* أما بعثة (يوناميس) الخاصة بسلام نيفاشا .. والتي كان قوامها (10) الف لم تدعم السلام .. وغادرت بعد الانفصال غير مأسوفا عليها.. وحتى البعثة التي كانت في الجنوب هربت بعد اندلاع الحرب بين سلفاكير ومشار.
* خلاصة القول لن يطرأ جديد بالبلاد فقط سيأتى موظفون اجانب كسالى .. ليس لديهم مايقدمونه لحمدوك.. وسيجنون أموالا طائلة من الامم المتحدة .. وسيشترون شققا فخمة في الولايات المتحدة ومنتجعات بامريكا الجنوبية.
* وسيتربح بعض السودانيين من الايجارات بالعملات الصعبة .. وسيكسب ملاك (أوزون) بالخرطوم (2).

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة + سبعة =