مسؤول أممي: السودان معاناة غير مسبوقة مالم يحصل على عون دولي

الخرطوم: عين السودان

أعربت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان ميشيل باتشيليت يوم الثلاثاء عن مخاوف حقيقية بشأن الأزمة التي تواجه التحول في السودان في خضم جائحة الكرونا، قائلة إن معاناة لا توصف تنتظر السودان ما لم يتحرك المانحون لدعمه عاجلاً.

وتقول المسئوولة الأممية لم يكد يمضي عام واحد بعد الإطاحة بحكومة عمر البشير من السلطة والوعد بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية والعدالة والسلام تواجه تهديداً ماثلاً الآن بسبب مصاعب جمة على حكومة السودان الانتقالية فيما يتعلق بالموارد. وقد تفاقمت المصاعب بتداخل عدة أسباب منها الآثار الفعلية للعقوبات الأحادية المستمرة، وفشل المؤسسات الدولية في تخفيف عبء الديون عن السودان وفشل تقديم أي عون دولي للحكومة.

وتقول المفوضة السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة:”والقشة التي تقصم ظهرالبعير قد تكون جائحة كرونا”. وحذرت مصادر طبية من نقص خطير في المعدات والعتاد الوقائي وحتى 27 أبريل سجلت 275 حالة إصابة موجبة بالكرونا-19، توفي منهم 22 شخصاً.

وقالت باتشيليت ” ببساطة فإن النظام الصحي السوداني ليس معداً للتعامل مع تفشي المرض بالصورة التي شهدناه في أماكن أخرى من العالم” وأضافت “الطريقة الوحيدة لمنع وقوع كارثة إنسانية في السودان هي أن يكثف المانحون مساعداتهم وان يمدوا يد العون للسودان، ينبغي أن نتحرك بسرعة ونوفر دعماً مالياً سخياً للسودان، وإلا فإننا نخاطر بأن بلداً تتخلق فيه إحتمالات واعدة، سيعود القهقرى إلى حالة غياب الاستقرار السياسي واحتمال تفجرالصراعات.”

وكان رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك قد بعث برسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة في 8 أبريل 2020، يؤكد فيها بأن الكورونا تشكل تحدياً مهولاً للنظام الصحي والاقتصاد والمجتمع في البلاد كلها، وطالب بدعم مالي وفني لمجابهة الوباء.

ويشير بيان المنظمة إلى أنه من بين سكان السودان البالغ عددهم 43 مليون نسمة، لا يزال حوالي مليوني شخص مشردين بسبب الصراعات في دارفور وجنوب كردفان وولاية النيل الأزرق ويواجه معظمهم ظروفًا قاسية ويعيشون في مخيمات أو معسكرات، غير قادرين على تامين احتياجاتهم الأساسية. كما يستضيف السودان أكثر من 1.1 مليون لاجئ ومهاجر.

حتى قبل الجائحة، كان العديد من السودانيين يكافحون من أجل تغطية نفقاتهم بسبب إرتفاع معدلات البطالة، وإرتفاع التضخم، ونقص الرعاية الاجتماعية وشبكات الضمان.

ولقد تفاقمت هذه الأوضاع بسبب آثار استمرار وجود السودان في القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب. بالإضافة إلى ذلك، يعد السودان حاليًا من الدول غير المؤهلة للحصول على دعم من الصندوق الإئتماني لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي الذي تبلغ قيمته 50 مليار دولار أمريكي والمخصص لمساعدة البلدان في مكافحة جائحة الكورونا.

ومن جهة أخرى فقد حث الأمين العام للأمم المتحدة المجتمع الدولي على بذل كل ما في وسعه لدعم السودان في المرحلة الانتقالية، وهي الفترة التي تبدو فيها حاجته شديدة للدعم. وقالت باتشيليت: “إن السبيل الوحيد للسودان للخروج من دائرة الفقر واليأس هذه هي التحرر من أسر العقوبات المفروضة في عهد النظام السابق. ذلك سيمكن السودان من جذب الاستثمار لإصلاحاته الاقتصادية التي تشتد الحاجة إليها، والوصول الكامل إلى أموال المؤسسات المالية الدولية.”

وأضافت أن غياب العدالة واستمرار المظالم الاقتصادية والاجتماعية كانت هي المحرك الرئيس لثورة السودان في العام الماضي. إذا لم تتم معالجة هذه الأسباب الجذرية وغيرها وتعطي  الأولوية، فإن انتقال السودان الناجح إلى تحقيق سلام دائم سيظل بعيد المنال”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر − عشرة =