أسامة عبد الماجد :كلنا جونسون
الخرطوم : عين السودان
لنحو خمسة أشهر أو يذيد من العام 2014 لم يكن الرئيس السابق عمر البشير يقوم بمهامه بشكل كامل .. خضع في مايو إلى عملية جراحية لإستبدال مفصل (الركبة).. وفي أغسطس من العام نفسه ،اجرى عمليه مماثلة في الركبة الأخرى.
* طيلة تلك الفترة لم يغادر مقر اقامته .. ولم يشهد مؤتمرات حزبه بالولايات .. وظهر في ختام المؤتمرات (الخرطوم) أواخر سبتمبر 2014.. وفي المؤتمر العام اكتوبر.
* كان ملف صحة البشير طي الكتمان .. لكن شقيقه (عباس) التقط معه صورة سيلفى من داخل المستشفى عقب نجاح العملية الأولى .. مما أحرج اعلام الرئاسة واضطرها لاصدار تصريح مقتضب وخجول.
* تذكرت الموقف الصحي للبشير وقتها .. والحالة المماثلة لرئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي تعافى من كورونا .. وسيباشر مهامه اليوم (الاثنين).
* موقف جونسون نفتقده على كافة المستويات .. شفافيه فوق المعدل .. التوثيق ليس عبر (سيلفي) ولكن تصريح مباشر عبر تويتر .. اقر جونسون الشهر الماضي بظهور أعراض طفيفة ما دفعه إلى إجراء الفحص.. وعزل نفسه بمنزله.. واستمر في قيادة حكومته ، عبر تقنية الفيديو.. حتى دخل العناية المكثفة.
* كان البشير مصوبا تركيزه بشكل كبير على الانتخابات في ابريل 2015.. فالأمر بالنسبة اليه ليس (مفصل ركبة) .. بل (مفاصل سلطة).. البون شاسع بيننا وبينهم .. ليس من أمر يقومون بمداراته.. (فايروس الصراحة) يصيب أي شخص منهم.. ويظهر أثره سريعا.
* النظرة لديهم للقضايا أشمل واعمق.. بالفعل (الصراحة راحة) ..ترفع عن كاهلك عبء (الغتغتة والدسديس) .. لذلك يعود جونسون لمباشرة مهامه .. أكثر قوة وثقة بنفسه.. ودون شك أن أرضيته ستكون أكثر صلابة.. وستعبر بريطانيا الأزمة بكل نجاح.
* في أوقات الشدة يكسب المسؤول شعبية .. الأمر هنا لا علاقة له بالتعاطف بل بالتأييد.. تبدو عودة جونسون وياله من زعيم، كعودة قائد الي أرض المعركة من جديد .. بعد أن صرع المرض.
* الأن صرعت الأيام البشير وذهب.. ولكن تواصل معدل الشفافية في الانخفاض.. مثلما واصل سعر الدولار في الارتفاع .. جاء بعده من يحملون معهم (كورونا سياسية).
* فمتى وكيف الشفاء منها ؟.