الخرطوم : عين السودان

حوار… علي ابوعركي”

مايقال عني ومواقفي (ضريبة نجاح) وبطبعي تعودت على الضجة.. والإشاعات

الوسط الفني صعب.. وانا لا أحتمل الدسائس والأحقاد

30 عاما… دمار شامل

انا حزب أمة.. وسنين عمري قضيتها معارضا للنظام البائد

الراحل منصور خالد.. كان (عراب) السياسة والأدب

وصيتي للأمة السودانية (أنتبهوا)

متفائل بمستقبل البلاد… ولقدام ياشباب

حياتي كلها قصص وحكايات، وثمة أحوال لعلها اراده الله وشيئا معلق في ضمير الغيب لم أخطط لهذا المستقبل الذي أنا عليه الآن، بل الظروف واجتهادات لعبت دوراً كبيراً في خلق معظم الأحداث والوقائع المهمة في حياتي..

بالمقابل أن جغرافيا مكانية وتواريخ كنت شاهد عصر عليها زيادة على ذلك أنني كنت محظوظ أن أكون جزء منها…ومن منتوجها الوطني وتشكلت بعدها الذائقة بكثير من الأعمال الأدبية والمواقف الوطنية حتى تلخصت في عمر الزمان ب(أغاني وأغاني) الذي جاء من أجل إرساء الرسالة الوطنية والقومية وغيرها من القيم السامية والعبور بتلك الأحداث عبر أصوات شابة إلى طاولة والأجيال.. حاورنا الشاعر و الإعلامي في كثير من الجوانب التاريخية الأدبية الغنائية حال المبدع وظروف الإبداع فمعا إلى ماقيل

الملاحظ إن جميع من شكلوا ذاكرة الغناء (أصحاب حرف) وهذا يطرح سؤالاً: كيف استطاعوا أن يخرجوا كل هذا الإبداع؟
ـ الموهبة هي الأساس ممكن تصقل بالدراسة والتجربة، كرومة والكاشف وعثمان الشفيع، وغيرهم من من ارتبط بهم هذا الأمر شكلوا ملامح مشوارهم الفني بالملاحظة والتجربة،
فجميع فناني تلك الحقبة وحدهم إحساس واحد وهدف واحد،، وهو العمل على بناء مشروع واحد، وهو (القومية ).. فكان شعارهم “الدخل بيت الفن من غير وطنية .. يطلع من الباب التاني”، لذا دعموا القومية وتجاوزوا العنصرية،، كما هو حال الأغنية “جعلي دنقلاوي وشكري شن فايدني، يكفي النيل أبونا والجنس سوداني”. فكانت المساهمة لإنجاح هذا المشروع منهم بقصيدة أو أغنية.. لذا ظهرت في تلك الأيام أصوات جميلة لم تلد الساحة مثيلاً لها حتى الآن. لأنهم شكلتهم ظروف حقيقة ودعمتهم بالحس الفني المتعلق بالآخر ومتطلباته.
*هي التفاصيل والتواريخ العديده التي تجعلنا مطالبين بالتساول عن الإضاءات التي كونت هذا المخزون المعرفي؟

ـ المناهل التي كونت هذه الذخيرة كثيرة، أذكر منها شغفي ونهمي للإطلاع بشكل غير محدود، ساعدتني على ذلك دور معرفية كثيرة منها مكتبة المغربي بالدامر ومكتبة الأحيمر لصاحبها حسن علي عوض. هذه الدور وفرت لنا مجموعة من الكتب والمجلات التي نهلنا منها الكثير، ولمكتبة (دبورة) بعطبرة عالم آخر، كان صاحبها وكيلاً لأخبار اليوم ومجلة (المختار) تلك الإصدارة المترجمة عن الصحافة الأمريكية، وتعتبر المجلة التي أطلينا عبرها على العالم الجديد.

ذاكرتك القوية شكلت دهشة للمهتمين والمتابعين، كيف تحفظ كل هذه التواريخ والأحداث؟
ـ الغريب في أمر هذه الذاكرة أنها تحفظ كل الأحداث البعيدة عن ظهر قلب.. وتنسى جزء كبير من الأحداث القريبة، ولكن على كل حال أن الأسباب التي ساعدتني في تكوين هذه الميزة، أشياء منها الخلوة.. ومعروف عنها ذلك، فالقرآن يقوي الذاكرة ويهدي صاحبه الإلهام والتأمل، وهذا ما اكتسبته منها والحمد لله، وفي جانب آخر فإن ارتباطنا أثناء الدراسة بخلوة الشيخ ود البخيت أكسبنا خاصية أخرى، فقد كان للشيخ صوت جميل مما أدخلنا في صورة بديعة في ذاك الزمن، الذي كنا نحفظ فيه الصور بالأداء الصوتي، مما أضف ذلك استخدامنا للغة منذ الصغر. وهذا أحدث تحولاً لغوياً من الفصحى إلى الدارجية، سرنا على نهجه حتى الآن.
*وانت شاهد عصر على عده عصور تاريخية وأدبية ماذا أنت قائل في هذه المجايلة؟
ـ هذه الحقبة لها فن خاص لقدرتها الكبيرة على السبك وإخراج سحر النغم، فقد أبدعت في ترسيخ هذه المدرسة أفذاذ من أمثال سرور وغيرهم، وهي فترة بلا شك لا تحتاج إلى تقييم. وعن الجيل الحديث، فقد أخرجت مسميات لها وزنها ومن جيلي حسين بازرعة وإسحاق الحلنقي، وعن الحالي فإنه لا يحتاج لرأي ونتائجه واضحة لا تحتاج لإجتهاد. وما أريد إضافته أن من الأسباب التي حافظت على بقاء غناء الحقيبة أنها محمية بلحن محدد مجرد الخروج عنه يعد خرقاً للقواعد.

*سبق وأن تدرجت في سلك العمل الصحفي، نريد تقييماً للأداء الصحفي؟
ـ الصحافة مؤثرة جداً، فهي “صاحبة الجلالة” لما تقدمه من أدوار، وما يقف أمامهما دون العقبات الأخرى كالانتشار الكامل المربوط بالتوزيع حتى تصل لكل الولايات، وهذا يستدعي أن يتم التنسيق بين الاتحاد وهيئه الطيران المدني لنقلها حتى تصل كاملة في زمن واحد لكل الولايات، إذا تحقق التوزيع فبإمكانه أن يخفف من الاعتماد الكلي على الإعلان، وهذا بدوره يساعد في تحسين أوضاع الصحفي ويعالج من مشكله تعثر الإعلان.

*وماذا عن أمر الصحافة الفنية، هل ترى أنها تقوم بواجباتها كاملة تجاه قضيه المبدع والإبداع؟
ـ الأمر لا يحتاج إلى أكثر من شقين .. أما تقرير أو خبر أو تحليل ونقد، الخبر الصحفي مقدس ولا يحتمل الرأي أو التحليل الشخصي، والنوع الأخر التحليل أو النقد ومهمته أن يساعد المبدع أو الفنان على رفع الوعي، بعيداً عن الانتقامية والمشاكل الشخصية. في 1950عقدنا اجتماع للصحافة الفنية ..كانت مخرجاته انه من الضروري أن تقوم ثقافة الفنون برفع مستوى الوعي للصحفي وتسليط الضوء كل أشكال الفنون في التصوير والديكور وحتى الماكياج، وخلاصه الرأي أن المهمة الأساسية تكمن في قياده الجمهور وزيادة وعيه ليتذوق متعه العمل الفني، وقس علي ذلك دورها الآن.

*وماذا عن التحولات التي راحت ضحيتها المنتوج الأدبي القومي والوطني ؟

ـ الحقيقة المرة انا الثلاثين عاما السابقة خصمت كثيرا من حق الفنون والان الإنقاذ هزمت الإبداع المبدع ودمرت الفن وما قول الإسكندر إذا أردت أن تعرف أمة فستمع إلى أغانيها و الأجهزة الرسمية في السابق كانت هي السبب في غياب الأغنية الوطنية، أغلقت هذا الباب وأصبحت تعتمد على الأغنيات التي مرت عليها عقود طويلة، زيادة على ذلك محدودية بثها ما جعل سوقها ضيق دون الغناء الآخر، لذا اتجه الفنان إلى سوق الغناء العاطفي، لأن له منابر عكس الوطنية التي تبث في السنة مرة.

*دعك من الأغنية الوطنية نريد حلاً تعود به الإذاعة السودانيه الى آذان المستعمين؟

ـ حلها يكمن في دعمها حتى تعود لحالها الذي كانت عليه،تحدثت مع لقمان وطالبته بإعادة أعادة أوركسترا الإذاعة السودانية وإرجاع لجنة النصوص، وبقيه المخصصات التي كانت تتميز بها، وإذا حدث ذلك فبالإمكان معالجه جوانب كثيرة نعاني منها الآن.

*بأي عين ترى واقع المشهد الفني الآن؟
ـ أري أن هناك (غناين) كتيرين ..وغناء قليل جداً، والأسباب ترجع لعدم وجود النموذج الفني، فالمطربين الشباب يحتاجون لتمارين أكثر، وإذا افترضنا أن هناك جمال في أصوات فهذا لا يكفي، يجب أن يتعرفوا على قواعد الغناء أكثر، حتى يسهم ذلك في تأسيسهم بصورة جيدة لمسيرتهم القادمة.
*نريد حكم أوضح لساحة الغناء الآن؟
ـ ما زلنا عايشين في الستينات..فكل الغناء الموجود سمعناه وشاركنا في صناعته قبل خمسين عاماً، والأصوات الشابة أمثال عاصم وهدى عربي ومكارم بشير وحسين الصادق طه سليمان أجهزه البث “ماشغاله بيهم”، وهذا ما دعا إلى تعثر حالة الساحة الفنية.

قلن أن أغاني وأغاني فكرة قومية.. كيف ذلك.

ـ الهدف الاستراتيجي من (أغاني وأغاني) الدفاع عن القومية السودانية بالتوثيق للرواد وأفذاذ الفن، وبالاعتبار أن لدينا فناً متنوعاً وجاذباً ولدينا القدرة على إدهاش العالم بهذا التراث الفني، مع مراعاة أن العالم يبحث عن الدهشة الآن، ويبقى السؤال كيف نستطيع توصيل ذلك بهذه الطريقة والنوعية.
ضف علي ذلك أنه عبر هذه الأصوات نستطيع أن نحقق التواصل مع الأجيال، وهذا بإمكانه أن يعد نموذج يهدي الكيفية التي تعبر
فناني المنفذين للفكرة عائد دخلهم من كل وعائد كثير من الفنانين أمثال عاصم البنا وهدى عربي ومكارم للبرنامج أقل بكثير من عائد دخل حفلة واحدة.. كان التزامهم لأن البرنامج المقام الأول الوطنية
الفكرة الأساسية له الدفاع عن القومية السودانية وكذلك الحفاظ على الأساليب الأدائية ونقل تجارب الجيل الماضي وتسليمها للحاضر للاستفادة منها ومن ثم المحافظة عليها، تتم هذه العملية بأصوات يتم اختيارها بدقة متناهية حاولنا تجميع هؤلاء الشباب حول غنائهم وفنهم حتى يكونوا بمثابة حاجز صد من التوغل الغريب والاستلاب كان جل اهتمامنا ينصب في فن الأداء ومن ثم خلق روح تواصل أجيال باستلام وتسلم وتمليك المعلومة الأدائية لكبار الفنانين حتى يهتدوا بهم كما أننا أردنا عمليا توصيل معلومة أن نهر الغناء هو نهر الشعب ومن قبل كان المثل (أسمعني غناء أمة أطلعك ما هيا) وبذلك تكون القومية وهكذا يكون الدفاع عنها .
*وضح أكثر؟
حتى تتحقق الفكرة لا بد من اختيار النماذج الغنائية التي تتكامل مع المشروع الغنائي والذي يهدف البرنامج لإرسائه وفي الغالب يتم التركيز على الحقيبة، لأنها تحوي أصول الغناء وفيها مساحات كبيرة وجمهور مثقف غنائياً وكذلك الدلوكة للمكانة الخاصة التي تتوسطها في خاطرة الشعب السوداني، غير ذلك الحديث الذي يتناول قضية وفكرة وأداء معبر وخلاق وفناني جيلها أبدعوا في تقديمها ساعدهم جمهور واعي وصاحب ذائقة مدهشة.

*إذن وضح لنا العيوب التي دائماً ما يقع فيها الفنان؟
من العيوب التي أراها تتكرر باستمرار هي عدم تكلمة النص والاستخدام الخاطئ للمفردات وهذا ما يشوه الأغنية في كثير من الأحوال.

*وهل هذا يعني أن الأغنية تعتمد على فن الأداء قبل كل شيء؟
نعم نعم، جمال الأغنية يكمن في هذا ومن أفضل الأصوات التي تبحرت في الادائية
. *وماذا بعد ذلك؟

هناك فنانون تجاوزوا هذا البعد ذاهبين إلى موضع إبداعي غاية العبقرية، كما الكاشف وجزء كبير من أبناء جيله. *وكيف تتابع ما قدمت؟
أنا متابع لبرنامج و وبنظرة فاحصة ودقة متناهية.
*ما حكمك على أدائك؟
في كل مرة أرى فيها نسخة من نسخ البرنامج أقول: (كان ممكن أعمل أكتر من كده).
اخترت الغربة عوضاً عن الديار؟
مصر ما بتديك إحساس غربة عن الديار وهناك نشاط كبير داخل أروقة البيت السوداني والسبب ثاني الوسط الفني بالداخل صعب وانا لا اتحمل الدسائس أو الرواسب

*بوصفك ناقداً ما رأيك في المشهد الغنائي الآن؟
الساحة مليئة بالأغنيات ومطربوها كثر ولكن يبقى السؤال كيف تغني داخل موضوع يدفعك إلى التأمل والتفكر فيه دعنا نطرح سؤالاً، لماذا ظلت الدلوكة راسخة؟ سبب وجودها في كل الاتجاهات ورسخوها لأنها مربوطة بحركة المعيشة زيادة على ذلك أنها أضحت ذات خصائص توضح من معالم البيئة المحاطة.
*لم ترد بوضوح هل هي الساحة بعافية أم إنها غير ذلك؟ لا أستطيع تحديداً وصف حالها لأننا نعيش داخل مرحلتها ودائماً ما تصدر الأحكام بعد سنوات من انتهاء المرحلة نحن عايشين اللحظة
من بوابة الخروج
قومية.. وهدى عربي و مكارم بشير (نجوم وطنيين)

مايقال عني ومواقفي (ضريبة نجاح) وبطبعي تعودت على الضجة.. والإشاعات

الوسط الفني صعب.. وانا لا أحتمل الدسائس والأحقاد

30 عاما… دمار شامل

انا حزب أمة.. وسنين عمري قضيتها معارضا للنظام البائد

الراحل منصور خالد.. كان (عراب) السياسة والأدب

وصيتي للأمة السودانية (أنتبهوا)

متفائل بمستقبل البلاد… ولقدام ياشباب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

16 + سبعة عشر =