مانيس والشريف والجزولي “فزورة الروبابيكيا”!

الخرطوم : عين السودان

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي مع خواتيم الاسبوع المنصَرم بصرخات و ولولات أنصار النظام المخلوع احتجاحاً على إقالة مدير الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس الشريف محمد الشريف .. الضجة في حد ذاتها في ما يلي هذه الهيئة بالذات ليست غريبة في نظري، ذلك أن الهيئة ظلت طوال عهد الاستبداد الانقاذي هي المعبر أو “القنطرة” الأهم التي تمر من تحتها كل المخالفات و التجاوزات والصفقات المشبوهة قبل أن توسم بخاتم المواصفات والمقاييس “توثيقاً”، برسم البيع الفوري أو ضمن موجبات “التمكين” المشرعن والمسترخص لدى “الوجهاء الأشرار” الحاكمين.
* استفزني ظهور المتفلت محمد علي الجزولي و دخوله – كالعادة- على حلبة الجدل المثار حول اقالة مدير المواصفات، فكتبت تعليقا إسفيري مباشراً قلت فيه :
* دى زحمة بتاعت كيزان فارغة، دايرين ليهم “جنازة واشبعوا فيها لطم” على قول المصريين.. مدير المواصفات المفصول أو (المبلول) – بلغة الشباب – أصدر منشوراً أذاع من خلاله قصة غريبة ومدهشة تقول؛ إن كل مشكلته هي اصراره على حظر دخول الملابس المستعملة، و عدم استجابته لخطاب وزير الصحة بإستثناء تلك الملابس، و إنه تمسك بموقفه ذاك لأن البلد تواجه “أزمة الكورونا” خصوصاً و إن شحنة الملابس منشؤها الصين أول وأكبر بؤرة للوباء.. لا أدرى لماذا تذكرت فجأةً بيت الشعر القديم الذي يقول؛ “إذا برز الثعلبُ يوماً في ثياب الواعظينا”.. فبدا السيد الشريف وكأنه أكثر حرصاً على صحة السودانيين من وزير الصحة د. أكرم على التوم، الذي طلب الاستثناء، و الذي ربما قرر فجأة إطلاق الكورونا من عقالها و حاوياتها القادمة من الصين لابادة الشعب السوداني، بالاتفاق الجنائي والاشتراك مع زميله الوزير مانيس، “سمسار الروبابيكيا” !!
* منشور المدير المنصرف الشريف و هو يشرح الوقائع لم يترك فرصة لأي ظن أو تقدير آخر غير أن وزير مجلس الوزراء عمر مانيس له مصلحة مباشرة في إدخال هذه الملابس المستعملة، قائلاً ان الموافقة على خطاب الاستثناء تمت بعد” 10دقائق”من تسليمه المنصب لخلفه وأن مانيس كان على الخط متابعاً!! .. ما يعني بحسب سردية الشريف أن الوزير مانيس “طلع آخر ما تأخر تاجر أو على الأقل سمسار روبابيكيا” – شغل الروبابيكيا بالعامية المصرية يعني تسويق الأغراض المستعملة، ملابس أو عفش أو كل ماسواهما.
* تصور مدى السذاجة.. فهو يقول ان العلة كلها وراء إبعاده تكمن في إصراره على الحظر، بدليل إنه بعد فصله تم السماح فوراً بإدخال شحنة الملابس القديمة التابعة لإحدى المنظمات الخيرية تدعى” البيان” – بس ما منظمة الدعوة الاسلامية، صاحبة الحول والطول.
* تأمل الدراما المبهرة دي!!.. طبعاً طوالي نط في الموضوع المنشور محمد علي الجزولي – الجاهز أبداً، لا شغل لا مشغلة-وعمل نفسه حريص على صحة الشعب من وباء الكورونا، التي- للمفارقة- أنكر وجودها أصلاً قبل أسابيع قليلة، والتي يرفض إخوانه المتأسلون جميعاً الاعتراف بأنها تمثل أي خطر، بل وقاوموا علناً الالتزام بقرارات و اجراءات الطوارئ الصحية حول التباعد الاجتماعي، و دعوا انصارهم وكل من يصدقهم لصلوات الجمعة والجماعة في المساجد.. عناداً للحكومة.
* هو ذات الجزولي الداعشي” ذو العمامة السوداء” الداعي لمبايعة “الخليفة” البغدادي والداعم بالتالي لإرهاب داعش و ممارساتها ،التي روعت الإنسانية المتحضرة ، بالعمليات الانتحارية ضد التجمعات البشرية واحراق الناس أحياء – كما فعلوا بالطيار الأردني- وكالقتل الجماعي بدم بارد لعشرات الأقباط في الشواطئ الليبية عند سرت.. و ذات الجزولي خرج أخيراً بحزب وهمي مصطنع وباسم لا يمتُّ للأسلمة بصِلَة “لطش” اسمه من حزب نوري المالكي رئيس وزراء العراق الأسبق: ” دولةالقانون”.
* عشنا وشفنا التفلُّت “الشوزي” للشخصيات الفصامية، شفنا “مسخرات آخر الزمن” و الطموح الأهوج” الراقص بلا ساق” كدرويش الفيتورى المتخيل ذاك في رائعته “في حضرة من أهوى”.. فلا حول ولا قوة إلا بالله!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × 4 =