العيكورة : هل نجح حميدتي أم فشلت قحت؟

الخرطوم : عين السودان

ويظل سؤالنا ماثلاً في تحدٍ لكل (القحّاتة) هل نجح حميدتي أم فشلت (قحت) إلحاقاً لمقالنا السابق بعنوان [الجنرال حميدتي يؤبن قحت] المنشور في 17 أبريل من هذا الشهر بهذه الصحيفة [الإنتباهة أونلاين] والذي حقق مُعدل قراءة عالٍ حتى كتابة هذه السُطُور. تلقيتُ بعض التعليقات مِنْ مَنْ يختلفون مع الرجُل كُلّها خارج موضوع المقال في حين أننا سلّطنا الضوء على فشل منظومة حمدوك (باشا) فن إدارة الدولة وتراجع وزرائه وشهاداتهم ودرجاتهم العلمية ليجلسوا بالكراسى الخلفية للجنة العُليا للطوارئ الإقتصادية بعد أن وافق (حميدتي) قبُول رئاستها ولم نُسهب في الحديث عنه إلا أن عادة القحاتة إفتعال المعارك الإنصرافية نقولُ لهُم أنكم فشلتُم فيقولون لنا أن (حميدتي) غير مُؤهل للمُهمّة! يُحددون السطور ويسألونك خارج المُقرر هذا طبعهم ونعلمُهم جيداً، حقيقة لم يساورني شك أن الجماعة قالوا (الروب) فجاء حميدتي بعد (تحانيس) ومساعٍ و(جِرْسة) من قحت لم يذكُرها الإعلام. ثُمّ جاءوا بعدها بكُل همّازٍ ونميم يُشككون في قدرات الرجل تارة ويراهنون على خلفيتة العسكرية لن تؤهله لقيادة اللجنة وبالطبع هي آراء محلّ تقديرنا.
ولكن هاكُم منّا ما قرأناهُ من وراء الأحداث فقد كتبنا أنها أسبوعين ثلاثة بالكثير وستختفي الصُفُوف وها هو السيّد/ عُمر مانيس وزير شؤون مجلس الوزراء والناطق الرسمي بإسم اللجنة وعبر منبر (سونا) يُصرح الأثنين الماضى بتوفير جميع الإحتياجات الضرورية بالبلاد من المحروقات والقمح والغاز للفترة القادمة وإن كان لم يُحددها بالشُهُور ولكن تظل بارقة أمل داخل النفق المُظلم. ثم يتبع ذلك مُستشار الفريق حميدتي السيد/ فارس النور بأن صُفوف الغاز والعيش ستنتهي بعد أيام قليلة جداً جداً (يُكررها) وأن إجراءات قد تم اتخاذُها على الأرض لمُكافحة الإتجار بالعُملة والتهريب عبر الحُدُود وهكذا تسارعت الأحداث. ثلاثمائة مليون دولار وضعها (حميدتي) تحت تصرُف لجنة الطوارئ الإقتصادية! وقد يقُولنّ قائل من أين أتى بها؟ أقول هذا ليس مربط الفرس وهل كان البشير يُحدثكم عن مصادر أموال الدولة؟ إذاً هُنالك بُشريات تنتظر المُواطن وهذا ما يهُمُنا على الأقل حالياً فما الإنهيار الكبير الذي أصاب سعر الدولار إلا نتاج لهذه الخُطُوات المُتسارعة (للجنرال) والضربة الخاطفة التي جعلت تجّار المُضاربة بالعُملات يترنْحُون على مدار الثانية.
وما يدعُو للتفاؤل (برأيي) أن شخصية السيّد حميدتي من نوع (أمسك لي و أقطع ليك). لا مساحة فى قاموسه للّف والدوران وسيبذل هو ورجاله كل ما هُو غالٍ ونفيس على الأقل لكي يؤكدوا أن الشعب السوداني غنيّ بوطنية أبنائه وصدقهم وأن العُلماء هُم فصيل مُهم فى المُجتمع ولكن ليس بالضرورة أن ينجحوا في دهاليز السياسة وإدارة الدولة لذا سيكون السيّد (حميدتي) فى سجال شريف مع هؤلاء (الأفندية) وسيتعامل مع الخزينة كتاجر (الشّطة) الذى كان بمدينة سنار وأتى إليه مُدير البنك زائراً في متجره ليقنعه بإيداع أمواله لديهم. فطلب التاجر أن يرى الخِزن بعينيه فلما رأها وافق أن يُودع أمواله ولكن بشرط أن يُعطى نُسخة من المفاتيح! لذا أتوقع أن الفريق حميدتي لن يُفرّط في المفاتيح ولن يخرج قرش واحد إلا ويعلم أين سيُصرف. ولا أظُنه سيعتمد على لجان المُقاومة ولا وزارة التجارة في الرقابة الميدانية بقدر ما سيعتمد على قواته. وهذا ما سيُسهل مُهمة الرجُل. إذاً هي الأقدار والأقدار وحدها التي أتت بالفريق حميدتي للمشهد الإقتصادي بالإضافة لإدارة مفاوضات السلام. ويبقى السؤال الحائر هل ترك الفريق البرهان إدارة الدولة لنائبه ليتفرغ لقيادة الجيش في ظِلّ هذه المرحلة العصيبة من تاريخ السودان؟ وفي ظل إنعِدام الثقة المُتبادلة بين المُكون الأمني والحرية والتغيير التي ظلّ الشيوعيون بداخلها يسْعَون بكل مكرِهِم لإعادة هيكلة القوات المُسلحة بما يتوافق مع آيدلوجيا ماتت حتى في وطنها الأُم (روسيا).
إذاً من سيظفر بحُكم السودان ويرتضيه الناس هو من سيأمنوه على دينهم وقوتهم وحياتهم أما بائعي الوهم والشعارات البرّاقة من حُكُومة (حمدوك) فعليهُم أن يترجلوا ويعودوا من حيثُ أتوا. نعم كُلُنا يعشقُ الزُهُور وتُطربه الأهازيج ولكننا نحيّا بالقمح، ويظلُ سُؤالنا مطروحاً هل: (نجح حميدتي أم فشل حمدوك)؟. (فزوُرة) نُهدهدُ بها أطفالنا حتى يناموا وسنُحجيّهُم عن الجنرال وعن الصُدفّة وعن خرطومً ليس بها قمحة. نُرددُها نُكررُها حتى ينامُوا وفى نفوسهم أملُ جميلٌ لغدِ مُشرق.
قبُل ما أنسي:ــ
يُقال أن الشيخ عوض الكريم أبوسن زعيم الشُكرية أرسل له مأمور المركز بالخُرطُوم مُهندس إنجليزى ليُعِد خارطة لمياه مدينة رُفاعة فأكرم الشيخ ضيفه وتجول معه بشوارع المدينة لهذا الغرض ويبدو أن (الخواجة) أراد التبول (أكرمكم الله) فإبتعد عن الطريق فتبول في أرض مرتفعة قليلاً فإنحدر البول ناحية قدميه، وأبوسن يُراقب الحدث، فطرد المُهندس مُعتذراً عن إكمال المُهمّة وأبرق المأمور بالخرطوم قائلاً لهُ: (زولكم ده علمُوهُ يهندس بولو بعدين رسلوه يهندس لينا مويتنا). أهديها لحكومة (قحت) بكل إحترام وأرجوكم وأبوس إيديكُم ! من غير كلام أبوسن هندسوا سياستكُم بعدين تعالوا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 − عشرة =