أول أيام الحظر الكامل.. كيف بدت الخرطوم؟!

الخرطوم : عين السودان

أفردت وزارة الداخلية السودانية اليوم “السبت”، مساحةً كبيرة على منصاتها الرسمية بـ(فيسبوك) و(تويتر)، نشرت خلالها صوراً لبعض المناطق الحيوية في العاصمة الخرطوم، وقد بدت خاليةً من الزحام، وعبرت عن شكرها للمواطنيين على التزامهم الكامل بتوجيهات فرض حالة حظر التجوال الكامل ابتداءً من اليوم السبت ولمدة (21) يوماً تنفيذاً للموجهات المتعلقة بدرء جائحة فيروس “كورونا”.
وأرفقت الوزارة مع التغريدات صوراً لكل من نفق عفراء بالخرطوم، مدخل كوبري النيل الأبيض، موقف استاد الخرطوم، السجانة- الإمدادات الطبية، مدخل كوبري توتي، ووسط الخرطوم.

حركة اعتيادية
وعلى الرغم من الصور التي أظهرت الخرطوم كمدينة أشباح إلا أن بعض المواطنين أرفقوا صورًا من أمكان وجودهم وأحيائهم بدت فيها الحركة اعتيادية، فيما تمددت صفوف الخبز والوقود والغاز كاسرةً بلا إرادةٍ ربما، قرار السلطات بحظر التجول الكامل.
وفيما بدت الحركةُ اعتيادية في بعض الأحياء والمدن الطرفية، طالب عدد من المواطنيين المسؤولين بضرورة نشر قوات شرطية داخل الأحياء لمنع التجمعات وفرض القانون وتطبيق العقوبة على المُخالفين، بينما تعول الجهات الرسمية على وعي المجتمع بأن يكون كافيًا للالتزام بقرار السلطات داخل الأحياء.

تباين وعدم التزام
وبدا أن هنالك تبايناً واضحاً في درجة الالتزام بمواقيت وأماكن الحركة خلال فترة حظر التجوال الكامل، إذ أظهرت كثير من المناطق تطبيقاً كاملاً للضوابط والموجهات، فيما لم تكترث أخرى للتوجيهات والمناشدات المتكررة، وزاد من صعوبة التطبيق على البعض عدم تمكنهم من الحصول على ما يكفيهم من السلع والمؤن والغاز، فقضوا معظم اليوم في البحث عن تلك المعينات، وبين الصفوف الطويلة التي تمددت.
وفي ذات السياق، لم تلتزم بعض المساجد في العاصمة ومدنها المختلفة بقرار وزير الشؤون الدينية الأوقاف بتعليق الصلوات خلال يوم أمس “الجمعة”، كما أقامت بعض المساجد صلاتي الصبح والظهر، لكن بعضها عاد ليتوقف عند ذلك الحد.
وحول صفوف الخبز الممتدة أمام المخابز شرعت لجان المقاومة في بعض الأحياء بتسهيل الأمر على المواطنين عبر حصر أسمائهم، وتكفل لجان المقاومة بتوصيل الخبز إلى المنازل، أما السلطات الرسمية فتقول إن لديها تدابير اقتصادية في الطريق تأمل من خلالها أن يتم الحد من الأزمة والمعاناة.
أولوية

وفي الأثناء، قال والي الخرطوم المكلف د. يوسف آدم الضي، إن الأولوية في الوقت الراهن ستكون لمتابعة تنفيذ الإجراءات التي أعلنتها اللجنة العليا لطوارئ “كورونا”، وشدد على ضرورة الالتزام بتطبيق الحظر بشكل كامل دون تساهل، ووضع ضوابط صارمة لمنح تصاريح المرور، بالإضافة إلى مضاعفة الجهود لتوفير السلع الضرورية للمواطنين بمواقع سكنهم كالخبز والغاز واللحوم والخضروات والدواء.
ويبدو أن مستوى الالتزام بقرارات الحظر الشامل لم يكن في المعدل المرجو، فقد عقد الوالي المكلف اليوم “السبت”، اجتماعاً مع معتمدي محليات الولاية ناقش تطبيق القرارات الصادرة في هذا الشأن.

قرارات صارمة
وأمَن الاجتماع على عدد من القرارات شملت تفعيل المرسوم الصادر من رئيس مجلس الوزراء وتطبيق العقوبات التي نص عليها في مواجهة المخالفين للمرسوم، كما أصدر قراراً بإيقاف تزويد وسائل المواصلات بالوقود اتساقًا مع قرار منع حركة وسائل المواصلات ويشمل القرار الطلمبات المخصصة للعربات العاملة في الطوارئ، وحظر عمل بائعات الشاي منعًا للتجمعات، وتوجيه المساجد للالتزام الصارم بقرار وزير الارشاد والاوقاف، وتشديد الرقابة في نقاط العبور للولايات ومنع أيّ نشاط تجاري أو خدمي اثناء فترة السماح والتي تبدأ من الساعة السادسة صباحًا وحتى الواحدة ظهرًا ما عدا البقالات ومحلات الخضروات واللحوم ومراكز توزيع الغاز والصيدليات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 + 5 =