الخرطوم : عين السودان

أثار غياب عضو مجلس السيادة الفريق ركن ياسر العطا عن المشهد السياسي، تساؤلات كثيرة مما اعتبره البعض غاضباً ومعتزلاً للعمل، وعزز ذلك غيابه المتواصل في المؤتمرات الصحفية التي تعقدها لجنة إزالة تمكين نظام الثلاثين من يونيو. اجرت حواراً مطولاً مع العطا وطرحت عليه الكثير من أسئلة الراهن السياسي وتطورات الأوضاع في البلاد على رأسها ما تقوم به لجنته في إزالة التمكين واسترداد الأموال المنهوبة فإلى مضابط الحوار :
] أثار غيابك عن المشهد الفترة الماضية تساؤلات كثيرة وذهبت التفسيرات أنك غاضب ومعتزل للعمل أو أنك تخضع للمراجعات الطبية أين تكمن الحقيقة؟
– لا لست غاضباً ولست معتزلاً للعمل، الحقيقة بعد عودتي من جوبا في نهاية ديسمبر وفي احد الاجتماعات الليلية بالقصر، اعتقد اجتماع مشترك بين مجلسي السيادة والوزراء شعرت بهبوط عام وصداع خرجت من الاجتماع وأجريت تحاليل طبية كانت النتيجة ارتفاع في الضغط والسكري والتهاب أعصاب لذا كان الابتعاد فرضاً للظروف الصحية لكن كنت على الدوام متابعاً لكل الاعمال في المجالس المختلفة واللجان والقوات النظامية وعلى اتصال دائم بكل مكونات السلطة الانتقالية .
] في أول إطلالة إعلامية بعد عودتك ذكرت أنه لن يتم انقلاب عسكري في وجودك يعني ذلك أن هناك تدابير لمنع حدوث انقلاب مرة أخرى أم أن الجيش سيكتفي في المرحلة المقبلة بحماية العملية السياسية والدستور؟
– ليس في وجودي فقط، إنما في وجود قادة القوات المسلحة في المجلس السيادي وفي الجيش وفي الدعم السريع والقوات النظامية الاخري وفي وجود الإيمان الحقيقي باهمية المضي قدماً ببلادنا في اتجاه ترسيخ قيم الديمقراطية هذا الإيمان والقناعة التي توشحت في كل منسوبي المؤسسة العسكرية احتراماً لشعبنا الشامخ ولثورته العظيمة ولأرواح شهدائها الاكارم نحن فقط سنحمي وندعم الانتقال للديمقراطية .
] رشح في وسائل الإعلام بروز خلافات بين المكونين المدني والعسكري وقحت حول إدارة البلاد ما حقيقة هذه الخلافات؟
-ليست هناك خلافات، الوثيقة الدستورية حددت أهداف الفترة الانتقالية وفصلت هياكل الحكم وصلاحياتها، والحاضنة السياسية تقف قريبة جداً من كل المكونات مشورة وتفاكراً .
] لكن المكونين فشلا في حل الأزمة الاقتصادية؟
-نعم هنالك أزمات نقر ونعترف بها اقتصادية وصحية ومهددات أمنية بروح الثورة ستتجاوزها باذن الله .
] ظهور شخصك ومانيس وصديق يوسف في منبر سونا عقب اجتماع مشترك وتلاوة بيان كأنه محاولة لنفي وجود أي خلافات وما أعلن من مصفوفة تم الاتفاق عليها من قبل لماذا الإعلان عنها الآن؟
-مهام الفترة الانتقالية نعم واضحة ومتفق عليها، وبكل تأكيد هنالك عقبات في تنفيذ المهام بعد كل فترة نجلس في المجلس السيادي والوزراء وقادة اعلان الحرية والتغيير لتقييم الفترة ونضع مصفوفة بالأزمنة وجهات التنفيذ لسرعة المضي في تنفيذ الاعمال المطلوبة وأحياناً نكون لجاناً لإسناد احد المطلوبات .
] يرى البعض أن مضمون البيان لا يحمل جديداً ولم يكن يستدعي وجود ثلاثتكم في المنبر؟
-ظهورنا الثلاثي طبيعي لان الناتج كان في اجتماع مشترك ثلاثي وهذا يدل على روح التلاحم والتآزر بيننا وهذا أمر يرمز للتكاتف الذي أبرزته الثورة المجيدة .
] رغم حديثك هذا لكن البيان لا يحمل جديداً؟
– لا أفهم ما تعنيه بالجديد لكن الذي افهمه بان يا شعبنا الكريم يا شباب الثورة وكنداكاته الماجدات ان من نصبتموهم لإدارة الدولة يسعون لأجل تحقيق طموحاتكم في وطن آمن يسوده الرخاء والحريّة والسلام والعدالة والمساواة وأنهم رهن إشارتكم وأنهم يعملون في تناغم وانسجام تامين .
] في الفترة الماضية رشح من بعض الكتل خاصة الاتحادي الموحد وبعض الناشطين أن هناك تآمراً من بعض أطراف المجلس السيادي لعرض صفقة مع النظام البائد أو الإسلاميين بالتحديد ما صحة ذلك؟
– أعلم أنكِ تقصدين العسكر فليعلم شعبنا العظيم في كافة مكوناته السياسية والاجتماعية وشباب المقاومة والمهنيين وحركات الكفاح المسلح ان المؤسسة العسكرية لا تتآمر عليكم وهي منحازة تماماً لارادة الشعب في التغيير، وان أعضاء السيادي العسكريين قد أدوا قسماً بينهم لنصرة ثورة الشعب ودعمها وحماية الفترة الانتقالية وحماية الديمقراطية وكما هتف الثوار (الشوارع لا تخون) فلنكمل لهم الهتاف (العسكر أيضاً لا يخون ).
] إذاً لا توجد أي صفقات سرية مع النظام البائد؟
-أقول بكل الصدق لا صفقات مع النظام البائد ولا يحزنون، همنا فقط إسناد حكومة اخي الكريم دولة رئيس الوزراء في تجاوز الأزمة الاقتصادية .
] أنت رئيس لجنة إزالة التمكين ولاحظ المراقبون والصحفيون غيابك عن كافة المؤتمرات الصحفية وعدم توقيعك على القرارات الصادرة وتركت الأمر لنائبك محمد الفكي لماذا؟
-ليس هناك فرق بيني وأخي ود الفكي فكلانا في مرتبة واحدة ففي هذه اللجنة أنا الرئيس وهو رئيس مناوب، وفي لجان اخرى كان هو الرئيس وفي لجنة أخرى اخي الدكتور تاور وفي لجنة اخرى أيضاً ترأسني اخي الحبيب التعايشي كل القرارات تمت بالتوافق التام بين كل أعضاء اللجنة في فترة غيابي خارج البلاد كان يستشيرني في كل شيء ويوقع ، بعد حضوري كل القرارات كانت بتوقيعي، ومن هنا أشد على أيدي كل أعضاء اللجنة العليا واللجان الفرعية المتطوعين الذين يعملون ليلاً ونهاراً من اجل تحقيق أهداف الثورة فلهم مني كل التحية والاحترام فهم نموذج لشباب الوطن الغيور.
] هل لديك تحفظات على عمل وصلاحيات اللجنة أم منهج عملها والأشخاص المشاركين فيها؟
-ليس لدي اي تحفظ فقط حقيقية نحتاج لإمكانيات اكبر وتحسين بيئة العمل وهنا اشكر اخي وزير المالية واخي رئيس المجلس السيادي لدعمهم لنا ببعض المعينات للعمل .
] هل أنت راض عن كل القرارات التي صدرت من اللجنة خاصة مصادرة ممتلكات بعض القيادات وإلغاء منظمة الدعوة الإسلامية؟
– نعم راض كل الرضا عن كافة القرارات وسنعمل على استرداد كل أموال الشعب لصالح وزارة المالية وتفكيك تمكين الحزب الواحد لصالح تمكين كل الشعب السوداني .
] لاحظنا أنك وقعت على قرارات الفصل الخاصة بوزارة المالية والشباب والرياضة ولم توقع على قرار فصل السفراء الذين طعنوا في قانونية الإجراء لأنهم لم يقدموا توصية للسلطة المختصة بل قاموا بالفصل مباشرة؟
-قرار فصل السفراء أنا كنت خارج الوطن، لكن على علم بكل التفاصيل العمل .
] استئناف قراراتكم في لجنة تفكيك التمكين هل ستمضي وفق الإجراءات القانونية وقواعد العدالة أم ستخضع لاعتبارات سياسية؟
-نأمل ان تمضي وفق الإجراءات القانونية نحن لا نحب ان نظلم احداً ولا مجال للتشفي او الانتقام لان روح الثورة هي العدالة ما نريده هو استرداد أموال الشعب .
] ما هي مهمة اللجنة بالضبط هل التوصية بالفصل أم اتخاذ قرار الفصل مباشرة؟
-هي توصية ملزمة بالفصل وذلك لان الوزارة هي جزء اصيل من عمل اللجنة.
] هناك حديث عن إعادة هيكلة اللجنة من جديد بسبب خلافات بداخلها؟
– ليس هناك خلافات داخل اللجنة إطلاقاً بل حدث سوء فهم بسيط بين عضوين فاعلين لا غنى للجنة عنهما وتم احتواء الامر والآن يشاركان في العمل بصورة أفضل مما كان، اما الحديث عن هيكلة اللجنة موجود وسيحدث من فترة لأخرى لدعمها بعناصر اكثر وبمعينات اكبر لدفع عجلة العمل بصورة أسرع وهذا امر جيد .
] هناك تصريح لنائب رئيس اللجنة محمد الفكي عن أن اللجنة بصدد تكوين قوة خاصة من الجيش والشرطة والدعم السريع تكون تحت إمرة اللجنة لتنفيذ قراراتها ما صحة ذلك وهل الأمر يستدعي ذلك؟
-نحن دائماً نناقش ما يدعم سرعة دعم وانجاز العمل .
] هناك اتهامات بعجز الحكومة في معالجة الأوضاع الاقتصادية وخلافات حول السياسات المتبعة خاصة رفع الدعم؟
-المدارس الاقتصادية عديدة وتحالف اعلان الحرية والتغيير واسع ومتعدد الأفكار، الهدف هو تعافي الاقتصاد السوداني، لكن بالمجمل تم وضع ترتيبات في مجلس الوزراء لتجاوز الأزمة الاقتصادية، الأخ رئيس مجلس السيادة أيضاً يتفاكر معنا في كيفية دعم الحكومة من المؤسسة العسكرية لتجاوز هذه الأزمة والتي بكل تأكيد سيتم تجاوزها، الإخوة في وزارة المالية يرون ان رفع الدعم وتقديم دعم للشرائح الضعيفة، هناك قوى اعلان الحرية والتغيير يرون ان بالإمكان تجاوز الأزمة دون رفع الدعم، وهناك من يرى صعوبة الوصول إلى آلية جيدة لدعم الشرائح الضعيفة ، فالأفكار مستمرة لكن ما أؤكده بأننا قادرون على تجاوز الأزمة الاقتصادية .
] هناك انتقادات بتعويض ضحايا المدمرة (كول) من أموال الشعب السوداني في الوقت الذي تتجه فيه الحكومة لرفع الدعم.. هل تعتقدون أنه سيتم رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب بعد استيفاء هذا الشرط؟
– الغرب دائماً يضع لك شرطاً وعند استيفاء هذا الشرط يضع لك شرطاً اخر وهكذا .
] مع تفاقم الأوضاع الاقتصادية وعجز الحكومة في السيطرة عليها هل تتوقع ثورة جياع؟
– حتماً سنتجاوز هذه الأزمة ولن تعجز الحكومة مطلقاً ولن نصل لدرجة ان يثور شعب كريم معلم متجذر من حصارات ضاربة في عمق التاريخ بسبب الجوع .
] هل ستتصدون للمظاهرات المناوئة للوضع الاقتصادي التي بدأت تخرج الآن.. وهل تتهمون النظام البائد بالوقوف ورائها وهل تتوقع أن تحدث مواجهة في الفترة المقبلة؟
-قطعاً النظام البائد سيستغل كل الفرص لإجهاض ثورة الشعب وقطعاً لن نسمح له بذلك، عليه ان ينتظر صندوق الانتخابات فلا مجال آخر غير ذلك .
] حتى الآن لم تتم محاكمة رموز النظام البائد مع العلم أنه تم القبض عليهم وفق أمر الطوارئ وهل ما زال هذا الأمر سارياً أم انتهى؟
– رموز النظام البائد الان هم تحت إمرة النائب العام وليس قانون الطوارئ لانه تم فتح بلاغات ضدهم ولولا الظروف الصحية لتمت عملية تقديمهم للمحاكم .
] أصدرت الحركات بياناً أكدت فيه على موقفها من «مانديت» السلام وحمّلت الحكومة والوساطة أسباب التأخير؟
– أسباب التأخير هو وباء كورونا، لكن الوساطة الان تعمل على تبادل الأوراق فيما تبقى من موضوعات وتعمل على إيجاد آلية لتسريع المفاوضات التى شارفت على نهايتها .
] هناك تسريبات على أن الخلافات تتلخص في الترتيبات الأمنية والمشاركة في السلطة؟
– ليس هنالك خلافات عميقة مع الجبهة الثورية سقوف تفاوضية ستصل إلى توافق بين الأطراف بعد بدء التفاوض المباشر .
] متى سيتم تعيين وزير الدفاع؟
– خلال الأيام القليلة المقبلة.
] هناك مطالبات من الحرية والتغيير وتجمع المهنيين بتغيير وزير الداخلية وإقالة مدير عام الشرطة لتهاونهما في التصدي لمسيرات ما يسمى بالحراك الشعبي الموحد.. هل سيتم ذلك مع العلم أن وزير الداخلية عُين من قبل المكون العسكري؟
-تمت معالجة امر الشرطة في القوانين المقيدة للعمل والروح المعنوية الدافعة للعمل بعد الهجمة الشرسة على الشرطة وبعد نقاش هادئ عميق شاركت فيه كل الأطراف (سيادي -وزراء-النائب العام-القوات النظامية-اعلان الحرية والتغيير) تم الوصول لما يؤمن الوطن والشعب والثورة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 + 8 =