محمد عبد الماجد : المنصب الذي مازال شاغراً منصب (وزير الثقافة والإعلام)

الخرطوم : عين السودان

(1)
] الذي تبقى من (جداريات) مناسبة الزواج في السودان ــ هو ما يمارسه (إعلام الفلول) الآن في الصحف السيارة وفي المنابر الاعلامية الرسمية، اذ يوشك ان تكون وزارة الاعلام والثقافة من قمة هرمها الوظيفي فيصل محمد صالح منبراً للنظام البائد بما يمثله فيصل محمد صالح من (ضعف) و (فرجة) تصل لمرحلة (التحلل) الذي لا يتعد (عض البنان او الشفاه) في اقصى درجات تفاعل الوزارة مع ثورة ديسمبر المجيدة.
] وحتى لا اقفز بعيداً عما بدأت به اقول ان هناك اعلاماً (شعبياً) ظل مرابطاً وملاحقاً لكل درجات السلم الزواجي في السودان، بداية من (قولة الخير) مروراً بليلة (الحنة الكبيرة) وحتى (ليلة الزفاف).
] يهمنا من ذلك ان هناك (شيعة) تبدأ حملاتهم (الانتقادية) من (شنافهم) الحاد للعروسة عندما تبدأ (العلومية) وهي مرحلة اولية يتم فيها تعليم العروسة الرقص، اذ تبدأ من هنا عمليات الانتقاص من (العروسة) والتقليل من مواهبها في (الرقص)، فإن تجاوزت كل هذه المعايير بتفوق اتجهوا للحديث عن أخلاقها (الضيقة) وعدم اجادتها فنون المطبخ السوداني ان كانت من ذوات الحسن.
] بعدها تنتقل مراحل (التشفي) الى ليلة الزفاف التى يكون فيها العمل ممنهجاً للنيل من (العروس) و (العريس) الذي يمكن ان يقال عنه انه (كبير في السن) ان كان ميسور الحال ــ اما العروسة فإن هناك عبارة ظلت تلحق بها دائماً في مثل هذه الليلة تتمثل في قولهم (لكن فستانها ما حلو)، هذا اذا لم تمنحهم العروسة فرصة او ثغرة للتهجم على شكلها.
] ويمكن أن تتعدى (الانتقادات) العروس والعريس وتصل الى صحن (كوكتيل العشاء) او (فنان الحفلة) ان سد العريس والعروس ذرائع الانتقاد لهما.
] اعلام الفلول الآن يمارس نفس تلك (الطباع) في انتقاد حكومة الثورة حتى يصدّر للناس (الاحباط) ويفرش لهم الطريق الى (جنهم) بعلل مضحكة ودواعٍ هشة لا تقوم على اساس.
] هناك حملات واحتجاجات وكتابات من اجل تصحيح مسار الثورة (منطقية)، وهناك اخطاء (شنيعة) تقع فيها الحكومة وكوارث لا بد من اصلاحها ــ هذا امر لا تثريب فيه.. نحن نقصد الحملات والكتابات التى تعمل من اجل ان تصدر للناس (الاحباط) وان تمهد الطريق للنظام البائد من اجل العودة من جديد.
(2)
] الحلقة الاضعف في ثورة ديسمبر المجيدة هي (الاعلام)، فمازالت ثورة ديسمبر المجيدة يعبر عنها اعلام (الدولة العميقة) الذي مازال متأثراً بالمزايا والخصائص والامتيازات التى كان يجدها في العهد البائد فحرم منها، فلجأ للبكاء عليها من وراء ستار ازمة الغاز او صفوف المحروقات او الخبز، وهم الذين كانوا عندما استفحلت هذه الازمات في العهد البائد يرفعون شعار (تقعد بس) ويبحثون عن حلول لبقاء البشير واستمراره في الحكم حتى تبقى امتيازاتهم كما هي.
] الاعلام الذي يوجه الانتقادات القاسية الآن والممنهجة والمبرمجة لحكومة الثورة، هو اولى بهذه الانتقادات لأنه مازال بعيداً عن التعبير عن الشارع، ومازال دون ثورة ديسمبر المجيدة، فقد تقدم (الشارع) على (الاعلام)، وتجاوز (الاعلام الافتراضي) بكل ما فيه من عدم احترافية ومهنية (الاعلام الرسمي) الذي مازال يتحسر على (المقاعد) الامامية التى فقدها في سفريات البشير وفي مؤتمرات وزرائه الصحفية.
] انهم يبكون على ما فقدوه من (امتيازات) كانت تمنح لهم في الاعلان والتمييز عندما كانت تقضى مصالحهم بتلفون لمكتب السيد الوزير.
(3)
] اذا تابعت وراجعت البرامج الصباحية في الفضائيات السودانية والإذاعات الخاصة سوف تجدها كلها (تردح) في مواضيع ظلوا منذ سقوط نظام البشير يدورون حولها باعتبارات انها (ازمات) طاحنة وقاتلة ــ وقد كانت نفس هذه الأزمات في العهد البائد يمرون عليها مرور الكرام باعتبارها (امتحاناً) من المولى عز وجل يجب النجاح بالصبر عليها وعدم الخروج على السلطان.
] اما الصحافة الورقية والالكترونية فهي مازالت تمثل الذراع الاعلامي للمؤتمر الوطني المحلول.
] ما جدوى أن تحل حزب المؤتمر الوطني وتترك اعلامه يفسد بين الناس بالإحباط والفتن والغل والكراهية والعنصرية.
] يصدرون (الإحباط) للناس بعد ثورة كان يفترض الوقوف عند قيمها ومثلها النبيلة التى قدمتها للعالم فوقف عندها الاعلام الخارجي ولم يجد فيها اعلامنا الداخلي غير (صفوف البنزين) ليقف فيها.
] ما يفعله الاعلام السوداني الآن يشبه تماماً ما يحدث من شخص يجلس في (مقرن النيلين) ويتحدث عن (بلاعة) التومة بنت جرب (الضاربة).
(4)
] لا ادري ماذا يفعل وزير الاعلام والثقافة وماذا تنتج وزارته، فالحال في الاعلام بقي على ما هو عليه قبل سقوط نظام البشير؟
] لا اعلام عن الثورة يقدم ولا ثقافة تخرج من المواقف العظمية التى اخرجتها الثورة وفرضت بها ثقافة ومفردة وطقساً خاصاً.
] قناة النيل الازرق مازال يديرها عمار شيلا الذي لا يرى في الثورة شيئاً جميلاً ــ الرجل يسدد الآن في فواتير الانتماء للمؤتمر الوطني، اما لقمان احمد فإن اهتماماته بصفحته على الفيسبوك وصوره التى ينظر فيها الى السماء اكثر من اهتماماته بالهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون التى يديرها.
] لقمان مازال يقبل التوصيات التى تأتي له من القروبات، ومازال التلفزيون يدار (واتسابياً) من قادة الاعلام في العهد البائد.
] التلفزيون القومي يعيش في حالة من التصدع والانهيار ــ التغيير الذي نريده في التلفزيون لا نريده في ظهور مذيعة (حاسرة) الرأس او في (لساتك) تستعمل كديكور في احد البرامج.
] الصحافة الورقية اذا طالعت (اعمدتها) سوف تعتقد ان صحافتنا تصدر من الاراضي العربية المحتلة ــ فهذا البكاء الذي يمارسونه لا يحدث إلّا من اجل اراضٍ محتلة.
] الذي يجب ان نعترف به اننا جميعاً نتخلف عن ركب الثورة، وأن الاعلام الذي يمارس اعلام لا ينتج للناس اكثر من الاحداث الجانبية والهمس الخافت الذي يكون قبل (علومية العروس).
(5)
] بغم/
] نحترم مواقف فيصل محمد صالح السابقة ونضاله الذي لا يمكن ان يشكك فيه احد في عهد الانقاذ ــ لكن بنفس الدرجة على فيصل محمد صالح ان يحترم رؤيتنا التى تتجسد في ان مواقف فيصل محمد صالح الآن لا تختلف كثيراً عن مواقف حسن إسماعيل.
] لو كان الصادق الرزيقي وزيراً للإعلام والثقافة ربما وصلنا الى نتيجة افضل غير التى وصلنا لها في ولاية فيصل محمد صالح (الإعلامية).

صحيفة الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية + ثلاثة عشر =