سهير عبدالرحيم : ١٩٪‏ و أخواتها

الخرطوم : عين السودان

يومياً وفي كل وقت و كلما وصلت الى يدي مستندات و معلومات عن الفساد أشعر أني سأصاب بأمراض القلب و ارتفاع الضغط والسكري ، بعض المستندات والأوراق يمكن أن تصيب أي مواطن طبيعي بالذبحة الصدرية .
فساد يشيب له الرأس ، حين تقرأ و تشاهد ما كان يحدث في وطن يبدو واضحاً اننا كمواطنين كُنا ضيوف فيه ، وضيوف غير مرغوب في وجودنا أيضاً …
بعض الملفات حين اطلع عليها أتحسس سريري الذي أنام عليه هل يا ترى قام الكيزان ببيعه هو الآخر ، أن اسوأ انواع الفساد ذلك الفساد الذي يبدأ بتضليل المراجع العام…!!
سأبدأ معكم في فتح تلك الملفات الواحد تلو الآخر تحتاجون معي الى الكثير من الصبر و لشوال من الليمون لمقاومة الطمام ثم الى طن من الأسى وطن من الألم وشيء من اليقين أن النظام البائد القى بنا في هوة سحيقة ، وأن حكومة الفترة الانتقالية اذا تجاوزنا ضعفها وقلة حيلتها و هوانها على الناس تحتاج الى الكثير حتى تدرك كيف نخرج من هذه الحفرة. لأبدأ لكم بشركة مواصلات ولاية الخرطوم هل تعلمون أن النظام البائد تعمد جعل أسهمها ١٩٪‏ فقط ، واذا علمت عزيزي القارئ أن المراجع العام ليدخل الى مؤسسة حكومية ويراجع حساباتها و يدقق في بياناتها المالية يحتاج الى ان تصل تلك النسبة ٢٠٪‏ …!!
اي ان القصد من إنقاص نسبة ال ١٪‏ تجنب المراجع العام ….!!
حسناً هذا ليس أسوأ مافي الأمر انما الأسوأ قادم ان الشركاء الآخرين والذين يمثلون مجموعة من الأسهم و هي شركات تتبع للقطاع الخاص و شعبة فلان و نقابة فرتكان و فلان العلاني و غيرهم هل تعلمون انهم غير مساهمين بشيء….!! لا شيء على الاطلاق …!!
نعم …..الشركاء لم يدفعوا جنيهاً واحداً ، ولا مليم ولا كرسي ولا شاسيه ولا صدام ولا يملكون مقدار (منشة ) في شركة المواصلات …!!
اين ياترى الاستاذ محمد ضياء الذي دخل الشركة و توعد بكنس الفساد ، لماذا لم يخرج للرأي العام و يذكر هذه المعلومات …!! ماذا ينتظر ….!!
اين مباحث و نيابة مكافحة الفساد …!!! هل يعقل ما يحدث في المواصلات العامة ، لماذا لا يتم الكشف عن هذه الاسهم المضروبة و تلك ال ٣٤٪‏ اسهم مجمدة ….!!
واذا علمت عزيزي القارئ ان بصات المواصلات حوالي ٦٠٠بص منها ٣٠٠ معطوبة لأسباب بسيطة جداً ، و رغم هذا تواجه الإهمال والعبث ، ورغم هذا لا تستغل الايرادات لإعادة صيانتها و تشغيلها لتخفيف أزمة المواصلات …ستدرك حينها من يغتال المواطن السوداني يومياً في الشارع العام
خارج السور :
أبحثوا الآن وليس غداً عن كل المشاريع والشركات صاحبة النسبة المشبوهة ال ١٩٪‏

صحيفة الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية + إحدى عشر =