الخرطوم : عين السودان

لا أحد ينكر أن بعض العسكر يعرقلون عمل الحكومة المدنية و يسعون لفشلها..!! ولا أحد يكذب وجود الدولة العميقة و تحركات الزواحف في كل المساحات لإثارة البلبلة وخلق الفوضى..!! ولكن أيضاً لا ينكر إلا مكابر ضعف حمدوك و حكومته..!!
يوم أمس كنت أشاهد (فيديو) متداول و بكثرة لحادثة جرف السيول بطريق التحدي لسيارة (كوريلا) بداخلها أسرة كان واضحاً أنهم في الطريق لقضاء عطلة العيد في الولايات .
الملفت في (الفيديو) أن المواطنين بالمنطقة والذين أنشغل أغلبهم بالتصوير، فيما أستبسل بعضهم لأنقاذ من في العربة حيث كان بالعربة السائق و زوجته و عدد من الأطفال، الملفت في الأمر قول أحدهم: (خلاص ناس الدعم السريع جو..في إشارة لجاهزيتهم لإنقاذ تلك الأسرة) .
ذلك على الرغم من أن العربة التي ظهرت في (الفيديو) هي عربة بطاح تتبع للقوات المسلحة، ولكن يبدو أن المواطنين صاروا لا يميزون عربات القوات المسلحة أو ان الحديث عن مجهودات الدعم السريع في الإنقاذ والتصدي للسيول أصبحت هي الأبرز والأكثر رواجاً .
الحديث عن ما يقوم به العسكر في عمل هو من صميم إختصاص الحكومة المدنية ليس ببعيد عن رئاسة حميدتي لـ آلية اللجنة الإقتصادية ، ثم نتابع و نسمع في الأخبار الدعم السريع يلقي القبض على تجار يضاربون بالعملة ، الدعم السريع يلقي القبض على منتحلي شخصيات عسكرية ، الدعم السريع يعلن عن ضبط كمية من الذهب في طريقها للتهريب .
الدعم السريع يفتتح مركزاً للعزل لمصابي كورونا ، الدعم السريع يدعم الخلاوي و فرحة الصائم ، الدعم السريع يوزع خراف الأضاحي .
الدعم السريع يرسل قوة لفتح طريق هيا بورتسودان والذي تم قطعه وتتريسه بواسطة مواطنين محتجين على تعيينات الولاة الأخيرة .الدعم السريع يرسل قوات إلى نيرتي ، الدعم السريع يرسل قوات إلى الفاشر .
المجلس العسكري نفسه ليس بعيداً من هذه (الحفلة) ، و (المولد السيده غائب) و المثير للدهشة حقاً أن غالبية ملفات الحكومة المدنية صارت بيد العسكر ، وآخرها الحديث الذي راج مؤخراً عن تدخل السيادي لمتابعة ملف سد النهضة ، و هو ملف فني بالدرجة الأولى ، ماعلاقة السيادي بالأمر …؟؟
هل نلوم العسكر على تدخلهم و (حشر أنوفهم) في ملفات مدنية أم نلوم أنفسنا على حكومة (ما كاربة قاشها ) وصارت ملطشة لكل من هب و دب ، هل فشلت المدنية أم أننا جانبنا الصواب في إختيار القيادة.
خارج السور :
عزيزي المواطن إن كنت ترغب في معرفة إلى أين تسير البلاد ومن يزج بنا نحو الهلاك فتابع لقاءات المسؤولين السودانيين العسكريين بمسؤولين مصريين ، وراقب بعدها (التصريحات) ….. (لقاء البرهان و رئيس المخابرات المصرية ) الأخير.. نموذجاً .!!

صحيفة الانتباهة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × 4 =