سهير عبد الرحيم : صح النوم يا وزير التربية

الخرطوم : عين السودان

لن ننسى أبداً دموعك التي ذرفتها وأنت تتحسّر وتتأسّف على أنك مضطر لتأجيل امتحانات الشهادة السودانية حفاظاً على صحة وسلامة أبنائنا من جائحة كورونا.
كما لن ننسى أن التأجيل حين حدث كان عدد الإصابات والوفيات لا يتجاوز (20)، في حين ان العدد وصل الآن الى عشرة آلاف مما يعني أن أي تأجيل آخر سيتضاعف معه عدد الاصابات وستزيد احتمالية المزيد من التأجيل.
لقد كان قراراً صائباً حقاً وقتها، ولكن مضى على ذلك القرار الآن قرابة أربعة أشهر كاملة والوضع ازداد سوءاً واللا مبالاة تجاه الفيروس هي السمة الغالبة.
الآن ما هي خطة الوزارة البديلة وما هي استعدادات الوزارة والتجهيزات التي قامت بها في هذه الفترة الطويلة لضمان امتحانات سالمة آمنة، في ظل جائحة كورونا.
لا بد أن تكون الوزارة قد وضعت خارطة طريق صحية، وسخرت ميزانية مقدرة للتعامل مع امتحانات الشهادة السودانية، مثلما قامت وزارة التربية والتعليم ولاية الخرطوم بوضع خطة صحية لامتحانات الولاية.
إن تأجيل الامتحانات اكثر من هذا لم يعد مجدياً، فقد ثبت بشكل قاطع أن الشعب السوداني لم ولن يتعامل ويتفاعل مع فكرة الحجر المنزلي وقد تحايل غالبية الشعب على الحظر، البعض مضطراً لضيق ذات اليد، والآخر تحت بند البوبار (أنا عندي تصريح مرور)، وكانت المحصلة لا حجر صحي ولا يحزنون، وإنما فرصة لاغتناء البعض من التصاريح ودفعيات العبور ولا عزاء للفيروس اللزج.
إن الجميع يعلمون بالضرورة، أن حظر التجوال فشل فشلاً ذريعاً، كما فشل الالتزام بالتباعد والحجر المنزلي.. لكل ما سبق فإن ربط امتحان طلاب الشهادة السودانية بالقضاء على فيروس كورونا أصبح مثل الحلم بالقضاء على الكيزان ووأد سلالتهم.
لذلك ارى ايها الوزير البروفيسور محمد الأمين التوم، أن تأجيل امتحانات الشهادة ريثما تسيطر وزارة الصحة على فيروس كورونا هو مجرد أضغاث أحلام، ولن ينتج عن ذلك سوى سلسلة من التأجيل لن تنتهي بأي حال من الأحوال بالقضاء على فيروس كورونا.
بل ستنتهي بسلسلة من الطاقة السلبية وحالات الاكتئاب التي جثمت على صدور الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين وكل من له علاقة بالعملية التعليمية.
إن مستقبل أبنائنا صار على المحك، الممتحنون للشهادة السودانية على وشك إغلاق عامهم الثاني منذ وضعوا أقدامهم على عتبة الصف الثالث، كما أن العام الدراسي الجديد على الأبواب ويحتاج الممتحنون للامتحان ومن ثم ظهور النتيجة وتحديد خيارات التقديم للجامعات ليحددوا هل سينتقلون الى الجامعات ام سيضطرون للإعادة لتحقيق علامات اعلى كما درجت العادة..؟
كل ما سبق يحتاج الى قرار عاجل بأن تقام امتحانات الشهادة السودانية في موعد أقصاه نهاية شهر يوليو الجاري.
نحتاج منك السيد الوزير الى قرار اليوم وليس غداً بوضع ميقات زمني، فلا يمكن ترك الأمور على عواهنها هكذا.
الشهادة السودانية ليست لعبة، بل هي مفترق الطرق لتحديد مصير الملايين، تحتاج الدولة بكلياتها لاجتماع عاجل وعاصف لإقامة الامتحانات في أسرع وقت، فقد كاد أبناؤنا الممتحنون ينسون في أي سنة يدرسون..!!!!
خارج السور:
أي تأخير جديد ستنتج عنه نتيجة سودانية كارثية تحمل الكثير من الدرجات المُنخفضة، كما تحمل الكثير من الرسوب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 2 =